أهلاً وسهلاً بكل زوار مدونة أقلام حائرة....إذا كانت لديكم أية ملاحظات أو اقتراحات راسلونا على عنوان المدونة confusedideas@yahoo.com ..... نتمنى لكم زيارة مفيدة ومتكررة بإذن الله....

2007/12/31

أنـــا بشـــــــــر



صدمت بشدة عندما سمعت عن الموضوع لأول مرة.. خاصة مع تردد كلمات ثقيلة الوزن عن الخوض في الأعراض والتشهير وما إلى ذلك..

على الرغم من أن الموضوع ـ كله على بعضه ـ لا يمثل ظاهرة بعد ، إلا أن التصدى له مهم، وكل الجهود في هذا مشكورة مأجورة بإذن الله..

تابع أخبار و تطورات الحملة من هنا
هناك حوار حي على موقع إسلام أون لاين سيتم يوم الثلاثاء الموافق 1 يناير 2008م في تمام الساعة الثانية والنصف ظهراً بتوقيت مكة المكرمة ويستمر لمدة ساعتين تتابعه من هنا

****************

(1)
القصة وما فيها..
تنتشر صور ومقاطع عربية مخلة
بين الشباب هذه الأيام على سبيل التندر والطرفة ..تسجيلات (هوم ميد) ولا دخل لأى مونتاج بها.. لم يصور الشاب تلك اللقطات بيديه، ولا يعرف أصلا من التقطها، ولكنها وصلت عن طريق صديق عزيز عليه حتما بواسطة المحمول أو الإنترنت غالبا..هو يترفع عن فعل أشياء مشينة كتلك! لكن هنا يأتى دوره: أن يجعل تلك الأشياء المشينة تصل لأكبر عدد من الناس..

الغريب لو أنك سألته لماذا يشارك في نشر تلك القاذورات التى يعترف أنها قاذوزات، لبرر لك بأن تلك الفتاة فاسدة بما يكفى لوضع ما يسيء إليها في ميدان عام. ولكن ـ بالله عليك ـ عندما تضعها في ذلك الميدان ـ ألا يعد ذلك مساهمة في نشر الفساد؟

لست بليغا في المسائل الوعظية، ولكن المسألة بليغة في ذاتها: لا أعلم ما يميزك عنها لو نشرت تلك الفضائح!

***************

(2)
الحقيقة أننى أسأت الظن في تلك الفتاة التى ظهرت في الصورة، وافترضت أنها إنسانة غير مهذبة، لكن هناك الكثير من اللقطات التى تؤخذ على حين غرة .. هناك كذلك برامج معالجة الصور.. هناك واحد كان متزوجا من واحدة ثم انفصلا.. هناك وسائل استدراج وخداع كثيرة أنت تعرفها مثلى تماما لأنك لا تعيش في المريخ ..

إذن هناك احتمالية كبيرة أن تكون تلك الفتاة مجنى عليها .. قد تكون زميلتك، قريبتك، جارتك، أختك أو أمك.. ألا يحرك ذلك فيك شيئا؟!

**************

(3)
أسير في الجامعة كثيرا وأرى مالا يسرنى..
لو أننى تجاوزت هذه المناظر بعينى، وكأننى لم أر شيئا، لكان ذلك دليلا على عد الاكتراث فعلا.. إنهم لا يفعلون شيئا كي يجذب انتباهي..
أما لو أمعنت النظر، ثم ألقيت نكته بذئية ورحلت، لكنت مهتما بهم.. ربما وددت أن أفعل مثلهم أوما هو أكثر كذلك..

**************

(4)
الإسقاط هو أن ينسب الفرد ما في نفسه من عيوب وصفات غير مرغوبة إلى غيره من الناس ويلصقها بهم ( وبصورة مكبرة).. مثال: الرجل الذي يكذب، كثيرا ما يتهم الناس بالكذب.. والمرأة التى تميل لرجل لا يهتم بها، قد تتهمه بالتودد إليها ومغازلتها.. والشاب عديم القيم الخلقية والوازع الدينى، كثيرا ما يتهم (كل) الفتيات بأنهن سيئات خلقيا..

والإسقاط ، في الحقيقة، وسيلة دفاعية من الإنسان لتبرير أفعاله أو رغاباته.. الافتراض المسبق للتاجر بأن كل الناس عديمو الذمة، يجعله يغش في الميزان وهو مرتاح الضمير للأسف!

****************

(5)
يتشوّف الإسلام إلى الستر ، ويتطلّع إلى إخفاء الزلات ، وكتمان العيوب.. ذلك لأن إفشاء الزلات يعيب صاحبه بالدّرجة الأولى، ويعيب الناقل، ويضر المجتمع كله؛ لأنه تمهيد لفشوّ الفاحشة ، وانتشار الفساد.

ولذلك لما جاء هَـزَّال بن يزيد الأسلمي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ورفع له شأن ماعز قال له النبى: ((والله يا هزال لو كنت سترته بثوبك كان خيرا مما صنعت به)) [رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي]، وقال عليه الصلاة والسلام : من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة [ رواه البخارى ومسلم]

قال تعالى:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ * وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [ النور: 19 ـ 21]

**************
(6)
أنا بشر..
لم أنزل من السماء.. أنا أخطئ أحيانا.. وأحتاج لمن يتغاضى النظر عن خطئي..
أنا بشر..
أعتنى بمظهري، وأحرص على علاقات اجتماعية جيدة.. لست وحشا بريا يسيل الزبد من أشداقى، وأتحرى فيها اللحظة التى أضر فيها أحدهم ، أو ألوث سمعة إحداهن.
أنا بشر..
أحتاج إلى الله.. وأريده أن يستر نقائصى يوم القيامة .. ولا إيه؟!
********************
لا تنس أن تتضامن مع الحملة بترك توقيعك في صفحة التوقيعات

2007/11/15

لله يا محسنين !

بسم الله الرحمن الرحيم

كنت أتابع الطريق العام من نافذه سياره أبى ونحن فى طريق عودتنا من مدينه المنصوره الى منزلنا .. حين لاحظت سياره الاسعاف التى تجاهد لكى تشق طريقها وسط نهر السيارات لكى تصل بمصاب الى المستشفى او تصل لمصاب فى مكان حادث أو شيئ ما ..
لفت نظرى كلمه مكتوبه على جانب السياره وهى ( هديه من الشعب اليابانى )!!
فى هذه اللحظه تذكرت ما قالته لى اختى يوم ما حين قالت لى ( احنا جالنا كتب النهارده للمكتبه مكتوب على الكراتين من بره .. هديه من الشعب الامريكى )!!
حسنا.. هناك أعتراف بسيط..
لاول مره الاحظ أننا شعب شحات!
لنحص معا ما تعرفه .. وستجد أنى على حق !
فلابد أنك قرأت هذه الجمله عشرات المرات ( اهداء من شعب كذا ! )
ومن أوضح صور الهدايا .. المعونه الامريكيه .. تلك المعونه التى تجثم بها الولايات المتحده على قلب شعبنا .. فيصبح لها – بالطبع- الحق فى التدخل فى كل حاجه وأى حاجه فى اى وقت حسب ما مزاج الرئيس بتاعهم يقول كده ..
وأنا اقصد طبعا المعونه التى كانت تتحدث عنها الصحف القوميه كلها تحت بند لا يتعدى هذا العنوان الذى قرأته فى جريده الجمهوريه فى صفحتها الاولى ( نحن نستحق المعونه الامريكيه .. دورنا فعال فى المنطقه كما أننا نسعى للديموقراطيه والاصلاح فى كافه المجالات .. الخ الخ الخ ) فى الحقيقه لقد كدت أسقط أرضا من فرط الضحك حين قرأت هذه العنوان ( لم يكن هذا نصه لانى لا أذكره الحقيقه )
فصحافتنا القوميه جميعها كانت تقول فى نفس واحد : احنا غلابه ونستحق الحسنه ! حسنه قليله تمنع بلاوى كتيره !
ولكنها – والشهاده لله- لا تقول ذلك بطريقه مباشره بل تدور حولها .. وتقولها بطريقه ملتويه نوعا
فهى تقول مثلا :
نحن دوله قويه ولنا دور سياسى فعال فى الشرق الاوسط – هذا الدور الذى تنازلنا عنه طواعيه وبأريحيه بالغه – لذلك عليكم برشوتنا لكى نكون بجانبكم فى حربكم القادمه .. سواء ضد سوريا أو ضح ليببا..
أو تقول مثلا :
نحن ننفذ ما تقولوا.. وننتظر المكافأه !
*...........*
الغريب..
أننى بسبب ما ربطت حدث فى الماضى بأيامنا الحلوه دى.
كلنا نعرف قصه السد العالى .. حين لجأ الرئيس جمال عبد الناصر للسلف – مش الشحاته – من البنك الدولى .. ولكن للأسف البنك عمل معاه الدنئيه وموافقش .... قال نبص على املاك البلد بأه!
عمل ايه الراجل ؟
راح مرجع لنا قناه السويس وبنا السد والاشيه بقت معدن والحمد لله !
أما فى عصرنا المزهزه ..
نحن نبيع فى الملكيه العامه لكى نصلح فى أوضاع البلد ( ان كان شيئ كهذا ممكن ..)
السؤال بيقول علل !
طب ولما الشركات والمصالح الحكوميه كلها تتخصخص .. هنبيع ايه تانى؟ !

الاجابه طبعا .. نجيب ( جمال) عبد الناصر تانى علشان يأمم كل اللى اتباع واتخصخص !
والله حرام بجد ! .. انا اعرف اننا دوله قويه .. وأعرف اننا دوله غنيه .. ولكن لكى اكون صادق وموضوعى .. ضع كلمه سابقا بعد كل جمله من الجمل السابقه ..
حقا ..
لا اعرف لم الاعتماد على الغريب..
لم نضع ايدينا فى جيب الغريب لكى يصرف علينا .؟
المسأله مش مسأله كرامه ! – لتكونو حاسيين انها بتنقح عليا ولا حاجه .. رغم اننها بتنقح والله – ولكنها مسأله سياسه بحته
فالمعونه الامريكيه .. مصدر ضغط دائم على الحكومه المصريه ..
يقولوا لنا يمين .. يبأه يمين علشان المعونه !
يقولوا لنا شمال .. يبأه شمال علشان المعونه ..
وانسى ..

أم يحن الأوان بعد لقتل أفعى المعونه اللتى تلتف حول رقبه مصالح البلاد؟ ولا هو أبو بلاش كتر منه وخلاص؟
لا أعرف ..
ان كان شخص بسيط مثلى لاحظ ذلك.. فأين دكاتره الاقتصاد؟ أين دكاتره السياسه الموجودين فى الحكومه؟
أين لجان البحث والذى منه ؟ .. !!
الا يمكن مثلا الاستغناء عن تلك المعونه وغيرها تدريجيا .. بحيث خلال (س) من السنوات يمكننا الاستغناء عنها نهائيا .. ويكون لنا القدره على صنع قراراتنا بدون ضغط أو توجيه ؟
ومين عارف..
يمكن نلاقى فى امريكا قريب عربيات اسعاف مكتوب عليها ( اهداء من شعب مصر الكريم أوى خالص) بس هتكون مكتوبه بالانجليزى طبعا !!



2007/10/24

فتش عن الفكرة


نحن فى زمن الفكرة .. من لا يملك فكرة عظيمة يدافع عنها ويبذل جهدا خارقاً لتحقيقها هو انسان فاشل لا فائدة منه ولا قيمة له ( بيل جيتس )

الذى بدأ حياته نحو القمة من غرفة صغيرة لكن بأفكار كبيرة

فكرت فى أفكار بيل جيتس والفكرة أن أفكر فى افكار جديدة ومبتكرة . انا متفق تماماً مع ( بيل جيتس )

على أننا نعيش زمن الأفكار .... المهم كيف نلتقطها؟كيف نجعلها سهلة بسيطة قابلة للتنفيذذ ؟كيف نبذل

جهداً أكبر منها لتعيش ؟ إن أفكار كثيرة جميلة ومهمة تموت لمجرد أننا لم نعتن بها بالشكل الكافى .. لم ننقذها لتدخل مرحلة الحياة والتنفيذ

الأفكار مثل الأرض تحتاج عناية فائقة ... حباً دائماً .... خبرة مستمرة ...واهتماماً عظيماً.... وحماس خارق واهتمام لا ينتهى لكى تبدأ وتتنمو وتكبر

ويجب ان نميز بين الأفكار والأحلام الاحلام هى المشاهد الملونة التى يعيشها الانسان فى المستقبل الذى

لم يأت بعد لكن الأفكار هى الأفكار هى مصنع الحياة حاضرها ومستقبلها وبقوة الأفكار تلمع حياة الدول

والشعوب وحياتك والعالم الان يعيش حرب الأفكار ... ويحتكرها ويخبئها

وليس بالضرورة أن نخلق أفكاراً كبيرة ومستحيلة يمكنك أن تصنع أفكار صغيرة وممكنة و الافكار الصغيرة هى طريقك لأفكار كبيرة

واليك أهم الشروط لتصنع أفكار جديدة ومختلفة وقاردة على التغيير

1- ضع فى ذهنك كل امكانياتك ومواهبك مهما كانت صغيرة لتحدد من أى الاتجاهات ستبتكر فكرتك التى تحب ان تنتمى اليها

2- ابذل مجهود أكبر فى تطوير الفكرة الأولى التى وصلت اليها التى تعتقد انها جديدة وجيدة ولا تترك نفسك للوهلة الأولى .

3- اترك فكرتك تنضج على مهل فالأفكار كالفاكهة كلما تركت أمامك أكثر تحت العناية تطور نفسها للأفضل أو تفسد فتسقط غير صالحة للاستخدام

4- ادرس احتياجات الوقت والمكان الذى ستنطلق منه فكرتك فاذا كانت جديدة تماماً فهل هذا وقتها ؟ أم أنها فى حاجة لوقت أطول ليتقبلها الآخرون

5- الأفكار العير مسبوقة تتطلب رعياة أفضل واكثر حرصاً وأطول صبراً حتى تلقى الإنتشار لكنها مغمرة شجاعه ومكاسبها فى النهاية أكبر واقوى

6- يجب أن تتعلم كيف تسوق فكرتك .. وأن تجعل لها مريدين يدافعون عنها .. تسويق الفكرة نصف نجاحها وكم من الأفكار الجميلة ماتت لانها لم يتم تسويقها بشكل جيد وجاد وكم من الأفكار الساذجة عاشت لأن أصحابها أجادو تسويقها بشكل مثير

7- اجعل فكرتك كنعقود العنب فكرة تؤدى الى فكرة تذكر عبارة " انشتين " أصحاب الأفكار العظيمة كالحواة كلما أوشكت فكرة على الموت سارعوا بطرح فكرة أخرى تحييها

8- لا بد أن تؤمن تماماً بأفكارك وتكون قادراً على الدفاع عنها فى أى وقت مهما كان النقد دافع عن فكرتك لتبقى ولتجد من يدافع عنها

9- ركز فى فكرة واحدة واصنع منها باقة افكارك ... فأصحاب الافكار الكثيرة المتعددة الاتجاهات هم العباقرة الفاشلون الذين تقتلهم أفكارهم الجميلة

10- اجعل لفكرتك جانب انسانياً ، فيه مساعدة للآخرين . فالأفكار الجامدة المتحرة من المشاعر تموت لأن الناس لا تتعاطف معها وتعتقد أنها فكرة من حجر

الأفكار الجيدة تملأ أرصفة الحياة ، الأذكياء فقط يلتقطونها ويتفضون عنها التراب ويطلقونها مثل العصافير فى السماء



احلم أن تكون أفضل مما أنت فيه

داخلك أفكار لو خرجت للحياة .. لأصبحت بها انسانا متميزاً

داخلك طاقة لو انفجرت جعلت منك انسان فوق العادة

كل شيىء له ثمن ولا بد أن تدفع ثمن طموحك مزيداً من التفكير والجهد والعمل

غير حياتك بالخوف عليها

لا تترك نفسك للكسل والاحباط والهم نفسك أفكار جديدة

لا تخف من المجهول .. فكل مجهول ستصل اليه سوف يصبح معلوماً وواضح ومن الحماقه ان تطلب حياة هادئة لمجرد ألا نفقد شيئاً

انت شجاع بالقدر الذى تسير به خطوات لا يستطيع أحد أن يفعلها




من كتاب " كتاب الحب " لــ يسرى الفخرانى

2007/09/20

إبراهيم باشا عيسى..



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

نتكلم اليوم في السياسة.. ننبه من أولها أهوه!

*********

تساؤل هاجم قشرتى الرمادية بعنف: متى يكف النظام عن حماقات الصبية؟!

إن كل ما يقوم به النظام يدلل أنه يتفنن في فعل كل شيء أحمق يزيد من كراهية الشعب له .. لا أعلم أن ذلك كان هدف نظام حاكم يوما ما في عصر ما!!

الحماقة هذه المرة تمثلت في الحكم بالحبس والغرامة على أربعة من رؤساء تحرير جرائد خاصة/ مستقلة، ومازالت هناك بعض القضايا في المحاكم.. والتهم : إهانة الرئيس، ورموز الحزب الوطنى، ونشر أخبار كاذبة.. يا سلاااااااااام؟ طبعا التهم المشار إليها فيها مط كبير .. يعنى ممكن مثلا كلامى الآن ينطبق عليه نفس التهم!

ثم إنه ـ بعدل ربنا ـ لو كان على واحد مثل (إبراهيم عيسى) أن يحبس من أجل ترويجه لخبر كاذب واحد.. فشنق رؤساء تحرير الجرائد القومية في ميدان عام أمر وارد جدا بسبب كل تلك الكذبات من طراز "الدنيا ربيع والجو بديع" التى تلاحقنا في كل إصدار يومى .. ولا إيه؟! يبقا الكلام مطاط جدا ..

نرجع لمرجوعنا..نتكلم عن (إبراهيم عيسى) لأنى أعرف عنه أكثر..

ماذا فعل الرجل؟ أغلب الظن أن الرجل وصلته الشائعة كباقى الـ 70 مليون.. ووجدها ـ كصحفى يعرف شغله جيدا ـ فرصة جيدة ليستغل الوضع وليخرج كل ما فى نفسه.. وهكذا أخذ الرجل يتكلم عن الرئيس الذى تصيبه حالات إغماء، ومستقبل البلد المرهون بقرارات عاطفية، وعن رسم القلب على صدر الرئيس، وما إلى ذلك من ألاعيب صحفية تثير غيظى حقا و كلها مزايدة بعيدة عن الموضوعية في مناقشة الأمر .. ثم بعد ذلك يأتى الرجل ليقول إنه كان يطمئن الشعب .. ما علينا!

لكن على الرغم من أن طريقة تناول الدستور لقضية الشائعة لا ترضينى، إلا أن الحبس ليس مرادفا لعدم الرضا على الأطلاق..الحل لم يكن يوما في تكميم الأفواه، ولكن أين الرأى الآخر هنا..؟! أقصد أن تكتب جرائد الدولة شيئا يمكننى أن أقرأه دون أن تبرز شرايين جبهتى من فرط الغيظ ..شيئا قابلا للتصديق فحسب!

على كل الأحوال ، وسواء كان الرجل مخطئا أو لا .. وسواء كانت الحكومة مفترية أو لا .. فهذا كله لا معنى له عند أغلب الناس .. لم يفكر منا أحد أصلا وهو ينحاز لـ(إبراهيم عيسى) .. ترى لماذا؟!

أغلب الشعب لا وقت لديه ليتابع الصحف من أصله .. الناس كلها تكتفى بالعناوين ..صدقنى! ونسبة قليلة هى من تجيد قراءة المقالات وهضمها..

إذن أغلب الناس لا تعرف يقينا من على حق، ومن على باطل، ولا يشغلها أن تعرف.. ولكن الناس تعرف جيدا أن السلطة هى سبب ثلاث أرباع مشكلاتها.. يمكننى فقط أن أذكر لك بعض تلك المشكلات في كلمات مختصرة: تعليم، بطالة وجريمة، صحة، ارتفاع أسعار، تطبيع وما إلى ذلك .. هذه هى المشاكل التى يجب أن يكون حلها من اختصاص الحكومة ، وهى ذاتها المشاكل التى تتضخم يوما بعد يوم.. لذلك فقد تكونت قناعة يقينية عند الجماهير أن الحكومة لا يمكنها أن تفعل شيئا في صالحهم أبدا.. مبدأ (حاميها حراميها) يعتمل في النفوس.. في حين أن (عيسى) لم يتعرض لهم بسوء منذ أن سمعوا بوجود واحد بمثل هذا الاسم أصلا!

لذلك ومن المنطقى جدا أن يتحمس الشعب لـ(إبراهيم عيسى) من أول وهلة، ليس ـ على أغلب الظن ـ حبا في الرجل أو إعجابا بمقالاته، وإنما إمعانا في كره النظام، والسلطة، والحكومة، وما إلى ذلك.....أضف إلى ذلك اتجاهه اليسارى الثائر والمتحمس للطبقة الفقيرة من الشعب، لتستنتج أن المعادلة محسومة مبدئيا بلا عناء .. ولكن المنطق عاطفى كما تلاحظون!

من هنا يكسب الرجل المزيد من الشهرة..المزيد من التأييد الشعبى.. والمزيد من المصداقية عند الناس ..

الجريدة كذلك قد كسبت الكثير.. لا أحد ينكر أن معدل توزيع الجريدة زاد إلى حد مرضى بفعل ما جرىـ الناس كلها فجأه أصبحت تقرأ الدستور، ويمكنك أن تتوثق من بائع الجرائد بخصوص هذا الأمر ـ .. أضف إلى ذلك أن اسم الجريدة سيظل مرتبطا بالنضال الصحفى .. يعنى الموضوع كان في صالح الدستور و(إبراهيم عيسى) ذاته إلى حد كبير للغاية..!

وبهذه الطريقة الغير مقصودة تتقدم الجريدة خطوة، ويتحول (إبراهيم عيسى) إلى بطل آخر شهيد في سبيل الحرية.. بل ويتم اعتباره جيفارا أو سعد باشا زغلول آخر .. ما تبقى إلا أن يخرج الناس في مظاهرات هاتفين بحريته (طبعا هذه صورة مبالغ فيها!) :)) ..

هنيئا للدستور.. ولا عزاء للنظام .. وطبتم جميعا يارفاق!

*******************************

كتبه: محمد مسعد أبو الغيط

2007/09/16

ترجمة مسرحية"الموت الاحمر" للكاتب "ادجار آلان بو"


"الموت الاحمر"
وباء قتل نصف سكان البلاد..
يجتمع الامير"بروسبيرو"بألف شخص من الفرسان والعائلة المالكة,يعزلون أنفسهم عن بقية العالم فى محاولة لفصل أنفسهم من الاوضاع المروعة التى بالخارج,ولكن هل بامكانهم الهرب من "الموت الاحمر"؟؟!!!
هذا ما سنعرفه من خلال احداث المسرحية ...

"الموت الاحمر"
وباء دمر البلاد طويلا..وباء قاتل.. فى غاية البشاعة ..لا يوجد مثيل له على وجه الارض !
كان الدماء هو مجسده .. وختمه هو حمرة الدم واثارة الرعب لمجرد رؤيته ..كانت هناك آلام حادة , ودوار مفاجئ ثم ..نزيف غزير يتدفق من مسام الجسم , مع تحلله او بمعنى ادق ذوبانه ..تلك البقع القرمزية التى حلت على الجسد وخاصة الظاهرة منها على وجه الضحيةهى لعنة الوباء والتى اوصدت باب المساعدة فى وجهه وحالت دون تعاطف رفاقه..تلك النوبة المرضية , ومنذ بداية وتقدم الوباء وحتى نهايته هم حوادث النصف ساعة !!


على النقيض من تلك البداية المرعبة , كان هناك اميرا مسرورا يتصف بالبسالة وبعد النظر يدعى"بروسبيرو".برغم ان أملاكه أصبحت نصف خالية من سكانها بسبب هذا الوباء اللعين,الا انه استدعى الى حضوره الملكى ألف من أصدقاءه يتمتعون بصحة جيدةوبقلوب مرحة من بينهم فرسان وسيدات قصره ..ومع كل هذا , كان يلجأ الى مكان منعزل خفى فى احدى أديرته الشبيهة بالقلعة وهى عبارة عن بناء واسع فخم جعلت من الامير شخصا غريب الاطوار بشكل مهيب , وجدار قوى شامخ يحيط بهذا البناء وبه بوابات حديدية ..


دخل خادمى القصر ومعهم أفران ومطارق ضخمة وقاموا بلحام رتاج الابوابفقد اعتزموا على الاّ يسمحوا لنوبات اليأس والجنون المفاجئة تسيطر عليهم ,كما ان الدير كان مزود بمؤن وفيرة من الطعام والشراب, وبمثل هذه الاجراءاتالوقائية بإمكانهم تحدى عدوى هذا الوباء وعلى العالم الخارجى ان يعتنى بنفسه.وفى الوقت ذاته من الحماقة ان تشعر بالحزن او حتى تفكر..اما الامير فقد قام بتزويد قصره بكل الوان البهجة من مهرجين وشعراء وممثلينوراقصى الباليه وموسقيين والجمال الاخاذ و بالطبع النبيذ..على رأس كل ذلك الامان الذى كان يسود المكان ..

كل شئ كان متاح ما عدا شيئا واحدا لم يكن هناك ما يسمى بـ .."الموت الاحمــر" ...


قارب الشهر الخامس او السادس من عزلة الامير على الانتهاء,وبينما كان الوباء يتفشى بشراسة خارج البلاد , كان الامير"بروسبيرو" يستضيف ألف صديق فى اكثر الحفلات التنكرية روعة وندرة ..كان مشهد التنكر الذى بالحفلة مبهج للحواس , لكن دعونى اولا اخبركم عن الغرف التى بالقصر. كان هناك سبع غرف منهم جناح امبراطورى.فى العديد من القصور تشكّـل مثل هذه الاجنحة افق ضيقة وطويلة ومستقيمةمن ناحية , والابواب ذات المصاريع القابلة للطى_تنزلق للامام وتعود للخلفنحو الجدران_ من ناحية أخرى , لذا تجد ان منظر امتدادها بأكمله يكاد يعوق رؤيتك له..
الحالة هنا مختلفة تماما بحيث يمكن توقعها من عشق"الدوق" العجيب !كانت الغرف منظمة بشكل غريب للغاية حيث ان الرؤية لم تضم أكثرمن غرفة على حدة .وهناك أيضا انعطاف حاد بعد كل عشرين او ثلاثينياردة,ولدى كل انعطاف تأثير مبتكر غريب .من اليمين الى اليسار,فى منتصف كل حائط ,نافذة طويلة وضيقة على الطراز القوطى* تطل على ممر محكم يضم منعطفات الجناح كاملا ..
كانت هذه النوافذ من الزجاج الملوّن والذى يتغير تبعا للون الزينة السائد بالغرفة..والمعلق هناك فى اقصى الشرق نوافذ ذات لون ازرق زاهٍ. ولون الغرفة الثانية كان أرجوانى فى زينتها وحليتها المزدانة بالرسوم والصور وكذا الواحها الزجاجية, والغرفة الثالثةخضراء اللون فى كافة انحاءها وكذلك النافذة البابية*, والغرفة الرابعة مجهزة بالأثاث ومضاءة بالللون البرتقالى الخفيف ,والخامسة باللون الابيض ,والسادسة بلون البنفسج,بينما الغرفةالسابعة كانت مغطاه تماما بأقمشة مخملية سوداء معلقة من اعلى حيث السقف الى أسفلحيث الجدران,مسقطة بطيات ثقيلة على سجادة من نفس المادة واللون.لكن فى هذه الغرفة بالذات فشل لون النوافذ فى الانسجام مع الزينة الموجودة ,فالالواح الزجاجية هنا كانت قرمزية بلون الدماء القاتم !


الآن لايوجد فى أيا من تلك الغرف السبع مصباح او شمعدان وسط وفرة الحلى الذهبية المبعثرة هنا وهناك ذهابا وايابا او المتدلية من السقف. لم يكن هناك اى ضوء منبثق من مصباح او شمعة داخل جناح الغرف , ولكن فى الممرات التابعة للجناح ,وقف هناك قبالة كلنافذة,حامل ثلاثى القوائم يحمل اناء نحاسى به شعلة نار والتى سلطت أشعتها على الزجاج الملون لتنير الغرفة بشكل أكثرسطوعا ,تـُحدِث بذلك عدة مظاهرمبهرجة ورائعة .لكن فى الغرفة الغربية او السوداء ,كان تأثير شعلة النار_التى تسرى على الستائر المظلمة من خلالالالواح الزجاجية الملونة بلون الدماء_شنيع الى أبعد حد , محدثة نظرة شرسة بدت على محيا من دخلوا,وهم بضعة رفاق تملك من الجرأة ما يكفى لتطأ أقدامهم هذه الرقعة على الاطلاق ..


فى هذه الغرفة أيضا وقفت هناك على الحائط الغربى ساعة عملاقة من الابنوس,يتأرجح بندولهاذهابا وايابا فى فتور,مصدرة رنينا رتيبا وثقيل; وبينما يعمل عقرب الدقائق جاهدا فى رسم دوران الوجه,وعقرب الساعة يصدر صوتا مجروحا كما المصاب.أطلقت رئتى الساعة الميكانيكية النحاسية صوتا واضحا عاليا عميقا وموسيقيا للغاية . لكن الغريب فى الامر هى النوتة الموسيقية وما يؤكد ذلك انها ,وبمرور كل ساعة من الزمن يُـجبر موسيقيو الاوركسترا على التوقف ,مؤقتا, عن اكمال ادائهم الموسيقى ليصغوا جيدا لهذا الصوت,وبالتالى توقف راقصى موسيقى"الفالس"* بالضرورة عن اداء حركاتهم الراقصة,وهناك كانت خلاصة ماحدث والتى أفسدت جو المرح الصاخب المسيطر على هؤلاء القوم ,فلم تكد دقات الساعة تدق الا ولوحظ على اكثرهم استهتاراًيصاب بدوار عنيف وشحوب فى وجهه,والافراد الاكبر سنا والاكثر رزانة يمررون بأيديهم على الحاجبين كما لو انهمبذلك يزيحون التشويش العقلى الذى انتباهم والاضطراب فى تصرفاتهم.


لكن عندما توقفت أصداء الصوت تماما ,عاد الضحك المرح ليسود الجمع الذى بالحفل فى الحال ,بينما تطلع الموسيقيون الى بعضهما لبعض وابتسموا فى عصبية لشعورهم بحماقة ما يحدث,فأقسموا ,متهامسين فيما بينهم,ان دقات الساعة القادمة لن تسمح بأن يراودهم نفس الشعور السابق,ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن,فحينذاك وبعد مرور ستون دقيقة(أى مرور ستة الاف وستمائة ثانية من الوقت),لم تكد دقات الساعة الاخرى تدق حتى وعاد نفس التشويش العقلى وارتجافالاطراف والاضطراب فى التصرفات كما سبق وحدث.وعلى الرغم من كل هذه الامور,كان المرح والاحتفال العظيم يسودا بقعة بعينها!

أذواق الامير كانت غريبة وربما شاذة.لديه حسن تمييز وتذوق الالوان والتأثيرات,لكنه لا يعير انتباها لزخرفة الموضة المجردة.كانت خططه جريئة وحماسية,وافكاره تتوهج ببريق بربرى . هناك من أعتقد انه مجنون ,وتابعيه لا يشعرون بانه كذلك,لذا من الضرورى ان نسمعه ونراه ونشعر به كى نتأكد من أنه ليس بمجنون !!!
كان يقوم بعرض زخارف الغرف السبع والمنقولات,بغرض التباهى لا أكثر,فى جزء كبير من القصر بمناسبة هذا الاحتفال العظيم,وكانت هذه احدى أذواقه والغرض منها هو منح المتنكرين بالحفل فكرة عن شخصيته ..وتعد هذه المنقولات فنا زخرفيا بلا ريب .كانت أكثر وهجا وتألقاً واثارة وخيال_اكثر مما شاهدناه فى مسرحية"هيرنانى"*,فقد كانت هناك زخارف على النسق العربى ذات افرع وتجهيزات ولكنها غير ملائمة لها,وكان هناك أيضا هذاه مولعون بشدة لهذه الزخارف كـ"مجانين التجديد",حيث منها الاكثر جمالا,وبهجة ,وغرابة ,ومنها مايثير رعبك ولربما يثير الاشمئزاز..

وبالغرف السبع ,احلام وخيالات تطوف ذهابا وايابا بحثا عن طرائد تسكنها ,تتجول على شكل موجات فى وحول الغرف ,لتأخذ منها شكلا لها,ومن موسيقى الاوركسترا الحماسية صدى لخطواتها,وعما قريب ستدق الساعة الابنوسية التى تقف عند القاعة المخملية,وبعدها وللحظة كل شئ ظل ساكنا ً,صامتاً عدا صوت الرنين_فقد صمدت لفترة وجيزة_وسرعان ما عاد الضحك المرح الخفيف يغمر المكان بعد رحيلها.وفى الحال عادت الموسيقى تعلو الحفل,و الاحلام الى الحياة ,تتجول هنا وهناك بمرح وبهجة أكثر من ذى قبل ,لتأخذ من النوافذ متعددة الالوان لونا وهيئة لها من خلال انعكاس أشعة النيران من الحوامل ثلاثية القوائم ..


اما بالنسبة للغرفة التى تقع أقصى غرب باقى الغرف ,لم يتمكن أيا من المتنكرين من المخاطرة بدخولها ,فالليل بدأ ينقشع رويدا ً,وضوء وردى ينبثق من خلال الواح النوافذ الزجاجية الملونة بلون الدماء القاتم ,وشدة سواد فراء الستائر السمّورى يثير الرعب ,ومن تطأ قدمه على فراءالسجاد,تطلق الساعة الابنوسية القريبة من الغرفة رنينا مكتوما,أكثر كآبة من اى رنين تناهى الى مسامع الحاضرين والمنغمسين فى ملذاتهم بعيداعن باقى الغرف!اما الغرف الاخرى فقد كانت مزدحمة للغاية ,بداخلها ينبض قلب الحياة فى نشاط ,و الحفل الصاخب مستمر فى ايقاع سريع ..وأخيرا ,أعلنت دقات الساعة عن منتصف الليل ,وبعدها توقفت الموسيقى,كما ذكرنا آنفا,وبالتالى توقف راقصى "الفالس" عن اداء حركاتهم الراقصة, كان توقف تام ومضطرب لكل الاشياء كما سبق وحدث. اما الآن اثنتا عشر دقة أطلقها جرس الساعة, ومن ثم حدث_ولربما أكثرمما يتسلل الى تفكيرك وبوقت أطول_اضطراب فى سلوك وتفكير من كان أكثرهم يمارس مرحه المستهتر.وأيضا حدث_ولربما قبيل غوص أخر صدى لدقة الساعة الاخيرة_تماما فى بحر الصمت,كان هناك العديد من الافراد بين الحشد من تناول قسطا من الراحة ليكونوا بذلك واعين لحضور تلك الشخصية المقنّعة والتى لم تجذب انتباه أى فرد بالحفل من قبل.وقد انتشر خبر حضور هذه الشخصية فى الأجواء,متهامسين فيما بينهم.وهناك ساد طنين او همهمة بين جميع ضيوف الامير معبّرة عن الاستنكار والمفاجأة و..

أخيرا عن الرعب ,والرهبة , و الاشمئزاز !!!!


لنعرف ما الذى أثار اشمئزاز ورعب هؤلاء فلننتظر معا و الجزء الثانى ...
----------------------------------------------

* "النافذة البابية" :نافذة تفتح كما الباب (اى لا صعودا او نزولا ً) ..
* "قوطى" : الطراز القوطى فى فن العمارة الذى نشأ فى شمالى فرنسا وانتشر فى اوروبا الغربية من منتصف القرن12 وحتى اوائل القرن16 للميلاد..
* "هيرنانى" : مسرحية شهيرة كتبها الكاتب المسرحى "فيكتور هيجو"عام 1830,وقد صُـنّفت تحت نوعية"رومانسية" الا انها لاقت أعتراض واستهجان من بعض ممن يطلقون عليهم بـ"الكلاسيكيون" ..
* "الفالس" :رقصة غربية كلاسيكية صاخبة ..

2007/09/15

التقويم العربى الحيران.



معظم الدول العربية بدأت صيامها هذا العام يوم الخميس الماضى 13 سبتمبر .. في حين خالفت المغرب ليبدأ الشهر فيها موافقا الجمعة 14 سبتمبر .. أما ليبيا ـ المخالفة دائما! ـ فاعتمدت تقويما فلكيا يبدأ فيه الشهر موافقا الأربعاء 12 سبتمبر.

حقيقة لا أعلم ما السبب في كل ذلك العناء..البعض يدعى أنها أسباب شرعية / فقهية بحتة.. والبعض يرى أن هناك دواع ٍ سياسية.. والبعض الآخر يرى أن الموضوع مايستاهلش من أصله ! ما رؤيتك أنت للأمر؟. وهل تؤيد توحيد الرؤية أو لا تؤيدها؟

ورمضان كريم :)!

2007/09/10

الثـــــــائر صــــائـد الــــفراشــــات



لا يستطيع المرء أن يكون متأكدا من أن هنالك شيئا يعيش من أجله إلا إذا كان مستعدا للموت في سبيله

" المحررون لا وجود لهم؛ فالشعوب وحدها هي التي تحرر نفسها "

" الثورة‏ ‏قوية‏ ‏كالفولاذ.. حمراء‏ ‏كالجمر.. ‏باقية‏ ‏كالسنديان‏.. ‏عميقة‏ ‏كحبنا‏ ‏الوحشي‏ ‏للوطن.."
إيرنستو جيفارا دي لا سيرنا


تأتى اهمية وجاذبية الثوار فى العالم كله ليس من كونهم ثاروا على أوضاع ما أو نجحزا فى تغيير

اوضاع خاطئة فقط بل لانهم أيضا رمز للثورة للشجاعه والعدل رمز لما نريد جميعا تحقيقه نستمد

منهم الامل والحلم والشجاعه وهم كثيرون

منهم " جيفار " الثائر الأسطوره الذى ولد بحلم كبير فى تغيير كل الاوضاع الخاطئة ومساند لكل

حركات التحرير فى تشيلى وفيتنام والجزائر ...الخ ومقاوم لاى هيمنة وسيطرة أمريكية على اقتصاد اى دولة

نرى صورته على زجاج سيارات بعض الشباب أو جدران غرفهم وملابسهم ربما دون أن يعلموا

تفاصيل قصته قيكفى انه كان دائما ثائر على كل ظلم

كانت آخر كلماته فى لحظة تنفيذ حكم الاعدام والتى أصر أن يظل واقفاً فيها هى كلمته لمن ينفذ فيه

حكم الاعدام " إعلم أنك الآن تقتل رجلاً "

إيرنستو غيفارا دي لا سيرنا (Ernesto Guevara de la Serna)

ولد سنة 1928 في الرابع عشر من يونيه في روساريو - الأرجنتين لأم بريطانية‏ ‏الأصل‏،

منذ صغره كانت تنتابه نوبات الربو المزمن . أما روحه فكانت لاذعة ساخرة من كل شيء حتى

من نفسه، وقد أجمعت آراء من اقتربوا منه أنه كان يحمل داخله تناقصا عجيبا بين الجرأة

والخجل، وكان دافئ الصوت عميقه، كما كان جذابا وعبثي المظهر كذلك. ‏ولطالما‏ ‏وصفه‏ ‏والده‏

‏بأنه‏ ‏متمرد‏ ‏لحدِّ‏ ‏الجنون. وكان أول تمرده على تدليل امه المبالغ فيه له وخوفها الشديد عليه

وعلى صحته فتمرد على هذا الوضع بعد أن شعر ‏بالاختناق‏ ‏من‏ ‏هذه‏ ‏المعاملة‏ المفرطة في

التدليل، وأخرج جسده النحيل من ‏القطن‏ ‏الذي‏ ‏يحيط‏ ‏به‏, ‏‏وبدأ‏ ‏يمارس‏ ‏جميع‏ ‏أنواع‏ ‏الرياضة‏ ‏وأخذ

على نفسه عهدًا ‏أنه‏ ‏لا يمكن‏ ‏لأحد‏ ‏أن‏ ‏يفرض‏ ‏عليه‏ ‏أية‏ ‏قيود،
اضطرت العائلة إلى ترك العاصمة والانتقال إلى مكان أكثر جفافا؛ لأجل صحة الفتى العليل، وفي

أثناء ذلك كان اللقاء الأول بين أرنستو والفقر المدقع والوضع الاجتماعي المتدني في أمريكا اللاتينية.
في مارس 1947 عادت الأسرة إلى العاصمة ليلتحق الفتى بكلية الطب، وعند نهاية المرحلة

الأولى لدراسته حين كان في الحادية والعشرين من عمره قام بجولة طويلة استمرت حوالي 8

أشهر على الدراجة البخارية نحو شمال القارة مع صديق طبيب كان أكبر منه سنا وأقرب إلى

السياسة. ومن هنا بدأ استكشاف الواقع الاجتماعي للقارة، وبدأ وعيه يتفتح ويعرف أن في الحياة

هموما أكثر من مرضه الذي كان الهاجس الأول لأسرته؛ فرأى حياة الجماعات الهندية، وعاين

بنفسه النقص في الغذاء والقمع.. ومارس الطب مع عمال أحد المناجم وهو ما حدا بالبعض أن

يصفه بأنه من الأطباء الحمر الأوروبيين في القرن 19 الذين انحازوا إلى المذاهب الاجتماعية

الثورية بفعل خبرتهم في الأمراض التي تنهش الفقراء.

وفي يوم ‏سُجنت‏ ‏والدته‏ ‏فجأة‏ً ‏ودون‏ ‏أي‏ِّ ‏مقدمات‏ ‏وتعرَّضت‏ ‏للتعذيب‏ ‏ولم‏ ‏ينقذها‏ ‏سوى‏ ‏نفوذ‏ ‏عائلته‏ ‏وغِنَى‏ ‏والده‏، وهنا قرر جيفارا أن يهب نفسه للنضال،

وفي عام 1953 بعد حصوله على إجازته الطبية قام برحلته الثانية وكانت إلى جواتيمالا، حيث

ساند رئيسها الشاب الذي كان يقوم بمحاولات إصلاح أفشلتها تدخلات المخابرات الأمريكية،

وقامت ثورة شعبية تندد بهذه التدخلات؛ ما أدى لمقتل 9 آلاف شخص، فآمن الطبيب المتطوع

الذي يمارس هواياته الصغيرة: التصوير وصيد الفراشات، أن الشعوب المسلحة فقط هي القادرة

على صنع مقدراتها واستحقاق الحياة الفضلى.

وقابل هناك هيلدا اليسارية من بيرون والتى كانت فى منفاها فى جواتيمالا فتزوجها وأنجب منها طفلته

الأولى،
غادر "جيفارا" جواتيمالا إثر سقوط النظام الشعبي بها بفعل الضربات الاستعمارية التي دعمتها الولايات

المتحدة، مصطحبا زوجته إلى المكسيك التي كانت آنذاك ملجأ جميع الثوار في أمريكا اللاتينية
كان قيام الانقلاب العسكري في كوبا في 10 مارس 1952 سبب تعارف جيفارا بفيدل كاسترو الذي

يذكره في يومياته قائلا: "جاء فيدل كاسترو إلى المكسيك باحثا عن أرض حيادية من أجل تهيئة رجاله

للعمل الحاسم".. وهكذا التقى الاثنان، وعلى حين كان كاسترو يؤمن أنه من المحررين، فإن جيفارا كان

دوما يردد مقولته: "المحررون لا وجود لهم؛ فالشعوب وحدها هي التي تحرر نفسها". واتفق الاثنان

على مبدأ "الكف عن التباكي، وبدء المقاومة وذهبا معا الى كوبا



و التحق بالحركة الكوبية تحت قيادة فيدل كاسترو ، وقد لعب دورا مهما في هذه الحركة حيث اشتهر

بلقب الضابط الأذكى بسبب صفاته ، كان يكره الخيانة والغدر والجبن ، حتى عندما ألقي القبض عليه وتم

سجنه لم يتفوه بكلمة سيئة عن اللذين خانوه ووشو به ، وبهذه الصفات كان قد كسب احترام اصدقائه

وأعدائه أيضا !! ، حتى عدوه اللدود جاري برادو (Gary Prado) كابتن الجيش البوليفي قائد عملية

تدمير فرقة غيفارا العسكرية أعجب بشجاعة وصفات غيفارا نفسه .

وأحبط غيفارا العديد من محاولات إغتيال كاسترو " الذى أصبح فيما بعد حاكم كوبا رسميا" التي نظمتها

وكالة الإستخبارات المركزية (CIA) .
وظلت المجموعة تمارس حرب العصابات لمدة سنتين حتى دخلت العاصمة هافانا في يناير 1959

منتصرين بعد أن أطاحوا بحكم الديكتاتور "باتيستا"، وفي تلك الأثناء اكتسب جيفارا لقب "تشي" يعني رفيق

السلاح، وتزوج من زوجته الثانية "إليدا مارش"، وأنجب منها أربعة أبناء بعد أن طلّق زوجته الأولى. وقتها كان "تشي جيفارا" قد وصل إلى أعلى رتبة عسكرية (قائد)، ثم تولى بعد استقرار الحكومة الثورية

الجديدة هذه المناصب على التوالى واحيانا فى نفس الوقت

سفير منتدب إلى الهيئات الدولية الكبرى
رئيس البنك المركزي
مسئول التخطيط
وزير الصناعة

ومن مواقعه تلك قام جيفارا بالتصدي بكل قوة لتدخلات الولايات المتحدة الأمريكية وسيطرتها على

اقتصاد البلاد ؛ فقرر تأميم جميع مصالح الدولة بالاتفاق مع كاسترو؛ فشددت الولايات المتحدة الحصار،

وهو ما جعل كوبا تتجه تدريجيا نحو الاتحاد السوفيتي وقتها. كما أعلن عن مساندته حركات التحرير في

كل من: تشيلي، وفيتنام، والجزائر. وبالطبع خلال هذا اكتسب عدواة العديد من الانظمة والدول


وعلى الرغم من العلاقة العميقة القوية بين جيفارا وكاسترو، فإن اختلافا في وجهتي

نظريهما حدث بعد فترة؛ فقد كان كاسترو منحازا بشدة إلى الاتحاد السوفيتي، وكان يهاجم باقي الدول الاشتراكية. كما اصطدم جيفارا بالممارسات الوحشية والفاسدة التي كان يقوم بها قادة حكومة

الثورة وقتها، والتي كانت على عكس ما يرى في الماركسية من إنسانية.. فقرر

جيفارا مغادرة كوبا متجها إلى الكونغو الديمقراطية (زائير)، وأرسل برسالة إلى

كاسترو في أكتوبر 1965 تخلى فيها نهائيا عن مسؤولياته في قيادة الحزب، وعن

منصبه كوزير، وعن رتبته كقائد، وعن وضعه ككوبي، إلا أنه أعلن عن أن هناك

روابط طبيعة أخرى لا يمكن القضاء عليها بالأوراق الرسمية، كما عبر عن حبه

العميق لكاسترو ولكوبا، وحنينه لأيام النضال المشترك.
وذهب "تشي" لأفريقيا مساندا للثورات التحررية، قائدا لـ 125 كوبيا، ولكن فشلت

التجربة الأفريقية لأسباب عديدة، منها عدم تعاون رؤوس الثورة الأفارقة، واختلاف

المناخ واللغة، وانتهى الأمر بجيفارا في أحد المستشفيات في براغ للنقاهة، وزاره كاسترو بنفسه ليرجوه العودة.

بعد إقامة قصيرة في كوبا إثر العودة من زائير اتجه جيفارا إلى بوليفيا التي

اختارها، ربما لأن بها أعلى نسبة من السكان الهنود في القارة.
لم يكن مشروع "تشي" خلق حركة مسلحة بوليفية، بل التحضير لرص صفوف

الحركات التحررية في أمريكا اللاتينية لمجابهة النزعة الأمريكية المستغلة لثروات

دول القارة.
وقد قام "تشي" بقيادة مجموعة من المحاربين لتحقيق هذه الأهداف، و أعلنت

الحكومة البوليفية جائزة تقدر بـ 4.200 دولار أمريكي للقبض على تشي غيفارا

وقام أثناء تلك الفترة الواقعة بين 7 نوفمبر 1966 و7 أكتوبر 1976 بكتابه يوميات

المعركة.
وعن هذه اليوميات يروي فيدل كاسترو: "كانت كتابة اليوميات عادة عند تشي

لازمته منذ أيام ثورة كوبا التي كنا فيها معا، كان يقف وسط الغابات وفي وقت

الراحة ويمسك بالقلم يسجل به ما يرى أنه جدير بالتسجيل، هذه اليوميات لم تُكتب

بقصد النشر، وإنما كُتبت في اللحظات القليلة النادرة التي كان يستريح فيها وسط كفاح بطولي يفوق طاقة البشر"


في يوم 8 أكتوبر 1967 وفي أحد وديان بوليفيا الضيقة هاجمت قوات الجيش

البوليفي المكونة من 1500 فرد مجموعة جيفارا المكونة من 16 فردا، وقد ظل

جيفارا ورفاقه يقاتلون 6 ساعات كاملة وهو شيء نادر الحدوث في حرب

العصابات في منطقة صخرية وعرة، تجعل حتى الاتصال بينهم شبه مستحيل.
وقد استمر "جيفارا" في القتال حتى بعد موت جميع أفراد المجموعة رغم إصابته

بجروح في ساقه إلى أن دُمّرت و مسدسه وهو ما يفسر وقوعه في الأسر حيا

واعلن قائد الجنود هو جاري برادو في تمام الساعة الرابعة عصرا بأنه قد أسر

تشي غيفارا وأرسل الرسالة المتفق عليها عن طريق اللاسلكي الى الكولونيل

زينتينو ، طلب الكولونيل تأكيدا لأنه لم يكن مصدقا ووصله التأكيد فأمر بإحضار

غيفارا وجميع الأسرى إلى المقر

وإستقبل رودريجوز عميل ال " CIA رسالة رمزية تعني بأنه تم القبض على غيفارا

ممددا على حمالة قام بحمل غيفارا أربع جنود نحو قرية لاهيجيراس التي تبعد 7

كيلومترات ، وتم إرغام ويلي " أحد رجال المجموعه " على السير ويديه مقيدتين

خلفه ، وتم الوصول في الليل ووضعوا في الأسر منفصلين ،"، وبقي حيا لمدة 24

ساعة، ورفض أن يتبادل كلمة واحدة مع من أسروه وبعد مدة تم إحضار 5 من أفراد المقاومة
أعلن الجيش البوليفي بأنه تم القضاء على تشي غيفارا وقتله في الجبال وأن الجيش يتحفظ على الجثة في الوقت الراهن ، ولكن لم يتم تأكيد الخبر من قبل الجهات العليا .

وتم ارسال مذكرة للرئيس الأمريكي يعلمه بأنه تم القبض على غيفارا من قبل

الوحدة المدربة على يد القوات الأمريكية .

9 أكتوبر سنة 1967 ، الساعة السادسة والربع صباحا :

وصل رودريجوز بالهليكيوبتر إلى لاهيجيراس مع الكولونيل زينتينو ، أحضر

رودريجوز معه مسجلا وكاميرا قوية مخصصة لتصوير المستندات لتسجيل الأحداث .

قام رودريجوز بتصوير مذكرات غيفارا التي وجدها معه ، بالإضافة إلى أنه قام

بالحديث مع غيفارا قليلا وصوره ، والصور موجودة في وكالة الإستخبارات

المركزية

في الساعة العاشرة صباحا ، تم عقد اجتماع بين القادة البوليفيين ، وتوصلوا أن

إجراء محاكمة لـ تشي قد يثير تعاطف الرأي العام والعالم ، إذن لابد من إنهاء

غيفارا حالا ، ولكن القصة التي ستنشر رسميا أنه مات بسبب جروح أصيب بها في

المعركة ، وتلقى رودريجوز إتصالا يشير أن عليه القيام بالمهمة 500 و 600 ،

كانت المهمة 500 تعني تشي والمهمة 600 تعني قتل تشي :

أجاب رودريجوز بأن الحكومة الأمريكية قد طلبت منه الإبقاء على تشي مهما كان

الثمن ، وقد كانت الحكومة الأمريكية و الإستخبارات الأمريكية قد جهزت طائرة

ومروحية لنقل غيفارا إلى بانما لإستجوابه ، ولكن السلطات أخبروه بأن عليه

إطاعة الأمر ، هنا قرر رودريجوز بأن يترك التاريخ يأخذ مجراه، ويطيع البوليفيين .

ذهب رودريجوز ليخبر تشي بالأوامر الصادرة ، أجابه تشي : الأمر أفضل هكذا ،

ما كان يجب أن يتم القبض علي حيا

ثم أعطى رودريجوز رسالتين ، إحداهما لـ فيدل كاستور والثانية لزوجته ، قام

رودريجوز بإحتضان غيفارا وهو يبكي ثم غادر الغرفة

ويقال بأنه تم عقد قرعة بين الضباط حول من سيكون منفذ حكم الإعدام في غيفارا
وفي مدرسة القرية نفذ الاغتيال بإطلاق النار على "تشي".
وقد رفضت السلطات البوليفية تسليم جثته لأخيه أو حتى تعريف أحد بمكانه أو

بمقبرته حتى لا تكون مزارا للثوار من كل أنحاء العالم.

هرب رودريجوز بعد ذلك فورا مخافة أن يقتله الكوبيين أو أصدقاء تشي كونه رجل

إستخبارات أمريكي ، إرتدى زيا عسكريا بوليفيا وولى بالفرار ..
اغتيل جيفارا, هو ذاك الطبيب والشاعر, هو الثائر وصائد الفراشات. وحتى بعد

مرور وقت طويل على مقتله, ما زالت بعض الاسئلة من الصعب الاجابة عليها, فلم

يحسم احد حتى اليوم أمر الوشاية بجيفارا. وأيضاً لا أحد يعرف أين قبر جيفارا

الحقيقي مع أن البعض زعم اكتشافه. ويقال أنه عُثِر في عام

1997 ‏على ‏رفاته‏ ‏في‏ ‏بوليفيا‏ ‏وأخذها صديقه كاسترو حاكم كوبا ودفنها في الأرض

التي حررها بدمائه.



فىعام 1998 وبعد مرور 30 عاما على رحيله انتشرت في العالم كله حمّى

جيفارا؛ حيث البحث الدءوب عن مقبرته، وطباعة صوره على الملابس والأدوات

ودراسة سيرته وصدور الكتب عنه.
اصبح جيفارا رمز الثورة واليسار في العالم اجمع, فيراه اليساريون صفحة ناصعة

في تاريخهم المليء بالانكسارات والأخطاء، وأسطورة لا يمكن تكرارها على

مستوى العمل السياسي العسكري، وهذا ما تؤيده مقولته الرائعة لكل مناضل ومؤمن

بمبدأ على اختلاف اتجاهه لا يستطيع المرء أن يكون متأكدا من أن هنالك شيئا

يعيش من أجله إلا إذا كان مستعدا للموت في سبيله مات الثوري وماتت الاسطورة النادرة, مات ذلك الجسد الذي لم ينهكه الربو, بل

اغتالته الديكتاتورية. لكن الروح لم تمت لتبقى خالدة, لتبقى رمز الثورة والنصر والقومية .

كتب عنه الشاعر احمد فؤاد نجم قصيدة " جيفارا مات "

جيفارا مات

جيفارا مات
آخر خبر فِ الراديوهات
و فِ الكنايس
و الجوامع
و فِ الحواري
و الشوارع
و عَ القهاوي و َ البارات
جيفارا مات
جيفارا مات
و اتمد حبل الداردشة و التعليقات
********
مات المناضل المثال
يا ميت خسارة عَ الرجال
مات الجدع فوق مدفعه جوّه الغابات
جسّد نضاله بمصرعه
و من سُكات
لا طبالين يفرقعوا
و لا اعلانات

ما رأيكم دام عزكم
يا انتيكات
يا غرقانين
فِ المأكولات و الملبوسات
يا دفيانين
و مولعين الدفايات
يا محفلطين
يا ملمّعين يا جيمسنات
يا بتوع نضال آخر زمن
ف العوامات
ما رأيكم دام عزّكم
جيفارا مات
لا طنطنة
و لا شنشنة
و لا إعلامات و استعلامات
عيني عليه ساعة القضا
من غير رفاقه تودّعه
يطلع أنينه للفضا
يزعق و لا مين يسمعه
يمكن صرخ من الألم
من لسعة النار فِ الحشا
يمكن ضحك
أو ابتسم
أو ارتعش
أو انتشى
يمكن لفظ آخر نفس كلمة وداع
لَجل الجياع
يمكن وصية للي حاضنين القضية
بالصراع
صور كتير ملو الخيال
و ألف مليون إحتمال
لكن أكيد و لا جدال
جيفارا مات موتة رجال

يا شغالين و محرومين
يا مسلسلين رجلين و راس
خلاص خلاص
مالكوش خلاص
غير البنادق و الرصاص
دا منطق العصر سعيد
عصر الزنوج و الامريكان
الكلمة للنار و الحديد
و العدل أخرس أو جبان
صرخة جيفارا يا عبيد
في أي موطن أو مكان
ما فيش بديل
ما فبش مناص
يا تجهّزو جيش الخلاص
يا تقولو عَ العالم
خلاص







2007/09/09

!رمضان...و لكن




-1-
- مع بداية شهر رمضان المبارك يسعد القناة كما عوّدتكم دائمًا أن تقدم لكم باقة من أجمل المسلسلات و أولها (.......) للنجم (.....) .....


كان مستلقيًا على الأريكة بيده جهاز التحكم و أمامه التلفاز يعرض المسلسل يتبعه الآخر في محاولة شريفة من روّاد القنوات الأفاضل للتسرية عن الشعب الصائم في شهر رمضان و مساعدته على نسيان جوعه ! ..ذلك الجوع الذي هو المراد و الغاية من شهر رمضان ، أو بلغة أخرى محاولة السيطرة على رغباتك و كبت شهواتك ..و بالتأكيد فإن إضاعة وقتك انتظارًا لأذان المغرب هى الطريقة المثلى لتعلم السيطرة على رغباتك ( أنا أتهكم لمن لم يفهم !).


تندفع موسيقى الفاصل الإعلاني و إذا بالإعلان يصف للمشاهدين كيف سيكون الإفطار أشهى و أشهى مع زيت (.....) ، ثم تبدأ الصور في عرض بعض من هذا الإفطار الشهى الذي يسيل له اللعاب و ظل هو ينظر للشاشة كأن عقله قد طار ! و بانتهاء الإعلان زفر زفرة حارّة و نظر إلى الساعة ليجد أنها مازالت الثالثة و النصف ..فقام متكاسلًا من فوق الأريكة ..أطفأ التلفاز و ذهب إلى غرفته لينام !


-------------------


-2-
المنظر المعتاد..( شلة ) شباب يتسكعون في الطرقات..يتحادثون..يضحكون..يتبادلون رسائل البلوتوث و الشارع كله في حركة حولهم ..ثم يصمت كل شئ..هناك فتاة تمر بالطريق ! تصمت الشلة لتتأمل في خلق الله ثم يتفتق ذهن أحدهم إن لم يكن كلهم بأروع آيات الغزل ..عفيفًا كان أو صريحًا !.أما صمت بقية الشارع فلم يكن إلا لمتابعة المسرحية المعتادة بأطرافها المعتادين و يا بخت الجالس في الصف الأول ..سيتمتع بسماع ذلك الغزل...و لكن تذكر : نحن في أيام خاصة ..إننا فيرمضان ! و من الشباب من يتقي الله في هذا الشهر الكريم فيمتنع عن المعاكسة ..و منهم من


- تؤ ، أنا مش هقول حاجة ! إحنا ف رمضان ..اللهم إني صائم !


- طب ما كنتِ تعدي بعد الفطار !


- حرام عليكوا ده احنا ف رمضان !


إنها أساليب المعاكسة في رمضان ! ، أتذكر موقفًــا طريفــًا حكته لي صاحبة كان من حظها الأسود أن تبعها شاب و ظل يردد : " اللهم إني صائم ..اللهم إني صائم " مع العديد من أساليب المعاكسة الرمضانية ، و ظل يتبعها هكذا طويلًا ( لحد ما طهقت ) فاستدارت له و هي تقول : "اللهم إنك صائم إيه !..أنت تقول اللهم إني صائع !"


لكن لكى لا نضع كل اللوم على الشباب ؛ لنقتبس الجملة الأخيرة من المعاكسات ( حرام عليكوا ده احنا في رمضان )


زمان ، كان من عادة الفتيات إن لم يكن رمضان بداية حجاب العمر سيكون فقط بداية حجاب شهر واحد و لا أنكر خطأ تلك العادة فرب رمضان هو رب بقية الشهور كما يقولون و الحجاب فريضة طوال العام و ليس في رمضان فقط و لكن كنت أشعر أن هذه العادة نابعة من تبجيل للشهر ، أقل ما يمكن قوله هو أنها نابعة من إحساس و إدراك أن رمضان هو شهر ميّزه الله عن بقية شهور العام ، أما الآن فكل ما نراه هو زيادة استقطاع بيوت الأزياء من القماش المخصص للزي !


---------------




إذن هو رمضان ..و لكن: ليس كرمضان الروحانيات..رمضان القرآن ..رمضان الرحمة و المغفرة .. كل ما يمثله لنا


رمضان الآن : المسلسلات و الفوازير .. و محاولة تضييع الوقت حتى أذان المغرب ..و عند الإفطار تمتلئ المائدة بكل ما لذ و طاب من أطايب الطعام مع أنه من المفترض أن رمضان هو شهر للتقشف..شهر من غاياته أن تحرم نفسك من الطعام من الفجر إلى المغرب لتشعر بذلك الفقير المحروم من الطعام اطوال العام و لذلك أصبح ذلك الشهر الكريم عبئًا على الأسرة حتى طالب الكثيرون بتأجيل الدراسة إلى ما بعد العيد لأن مصاريف رمضان مضافة على مصاريف الدراسة ستشكل عبئًا علىبعض الأسر ، أنا أتصور لو ذهبت حتى و لو نصف مصاريف الأطعمة تلك إلى أسرة فقيرة و أصبح رمضان رمضان فعليًا لما أصبح الحال هكذا .

و مصيبة أخرى ..تحجج الطالب بأنه في رمضان لا يستطيع المذاكرة لما يسببه له الجوع من إرهاق ! ، و لو كان هذا صحيحًا لما كان المسلمون انتصروا في بدر ، و لا كانت مكة فتحت في رمضان و لا فتحت الأندلس بقيادة طارق بن زياد و لا اقتحمت القوات المسلحة خط بارليف ، إذن فمن الواضح أنها مجرد ( حجج فارغة ! )


و كل عام و أنتم بخير !

2007/09/08

..يوم جامعى جدا



"الحياة الجامعية حياة ساحرة إلى حد كبير؛ لأنها تحتوى على ذات العناصر الموجودة فى الحياة اليومية التى يعيشها كل إنسان، ولكن هنا النطاق ضيق لتتمكن أن تكون دوما فعالا وقريبا مما يحدث.. ربما أكثر ما يسحرك في هذا العالم أنه سيؤثر بك وتوثر به منذ اللحظة الأولى..إنه عالم آخر مستقل لو أردت رأيي..!"

------------------------------------



اليوم الجامعى الأول .. اليوم الأول في حياتك الجامعية لو كنت تحب إعطاء الأمور حجما أكبر..إنه يوم حيوى، وعليك أن تبقى عقلك يقظا حتى لو لم تكن نمت ليلة أمس

* * *

هذا الشاب الذى يقبل نحوك بابتسامة تحتل ملامح وجهه.. يرتدى قميصا وربما رابطة عنق أنيقة، ولا بأس بـ(بادج Badge) يحمل اسمه وشعار الجماعة في تحد واضح لرجال الأمن..أنت تدرك منذ اللحظة الأولى أن الابتسامة مصطنعة، ولكن تثق أنه لا نفاق رواءها على كل حال.. إنها ابتسامة عمل إذن!

ثق أنك ستجده مهذبا لبقا ذكيا إلى أقصى الحدود.. وستعلم بعد ذلك أن له ترتيبا ما على فرقته ـ ليس الأول على كل حال!ـ.. ولربما أعطاك دليلا للكلية ـ يحمل شعار الجماعة كذلك!ـ يمنعك من التوهان بين مبانى الكلية المتعددة.. لن يكون عليك وقتها إلا أن تشكره بابتسامة لبقة، وتنصرف..!

ستقابله كثيرا فيما بعد، وقد تختلف معه في أرائك، إلا أنك ستبقى له احتراما قويا للقائكما الأول..

* * *

يقف في جانب ما ببذله بنية يفوح منها العطر، ويضاحك مجموعة من الشباب والفتيان بطريقة مسرحية / تليفزيونية للغاية .. هذا هو (نجم الاتحاد) .. ليس الاتحاد السكندرى لسوء طالعك.. عن اتحاد الطلاب أتحدث..وهو في أمثال تلك الأيام المميزة، لا يتخلى أبدا عن بذلته برابطة العنق.. إنه يحادث الفتيات بتلك الطريقة كبروتول اجتماعى يجعلهن يترجرجن في هيستيرية كقوالب جيلى منكسة..إنه نجم، ويعرف كيف يبدو كذلك..

هو مشغول كما تلاحظ، لكن دعنى اؤكد لك أنه لو لمحك، ربما أرسل إليك أحد أذرعه اليمين ـ وهم كثر ـ ليقوم معك بالواجب.. الواجب هنا أن يشرح لك كيف أن الخير عرف طريق الكلية منذ أن صار (نجم) على رأس (الاتحاد).. وكيف أن علاقة نجم بـالدكتور (كامل الأسوانى!) ـ رئيس الجامعة يعنى!ـ قد تعدت كل الحدود المعهدوة لدينا كطلاب!!

و (نجم) اسم على مسمى.. فلديه القدرة أن يسرق الأنظار، ويخرس الأفواه، ويواجه الأعين والكاميرات.. وهذا ما طلبوه منه.. لا تقنعنى أن مهزوزا غبيا كان سيقوم بأمثال تلك المهمات..! من جهة أخرى هو قادر أن يحيل كل أسود إلى أبيض .. إن مهمته أن يقوم بما يقوم به (سكويلر Squealer ) لو كنت قرأت رواية ( مزرعة الحيوانات Animal Farm )، وهو يتقاضى شبه أجر على ذلك .. هل فهمت دوره إذن؟!

* * *

تلمح تلك المجموعة المختلطة التى تحدث صخبا يجعل من انتباهك لها أمرا بديهيا.. إنها فرقة (النشاط التمثيل والمسرح) .. الفرقة هنا مثمرة فعلا.. فهى تثمر لك العديد من العلاقات العاطفية التى يعرف كلا من طرفاها أنه يمارس نشاط الفرقة على الآخر(!) .. لا أستطيع أن أعمم الكلام على كل فرق المسرح، أو كل العلاقات العاطفية في هذه السن، فأنا أتحدث عن فرقة المسرح هنا فحسب..

* * *

مجموعة أخرى من الشباب الروش طحن هذه المرة.. لا تكن مملا وتطالبنى بالوصف.. إنهم يقفون على ناصية ما .. وهؤلاء هم من لم تؤهلهم موهبتهم (المسرحية!) للاتحاق بـ(فرقة التمثيل والمسرح) التى تمتلك تصريحا من العميد بالقيام بالنشاط (في أجواء رسمية يعنى!).. لذا فهم يمارسون نشاطا إجراميا انتقاميا بذيئا مشينا: تحرش قولى بالفتيات العفيفات اللاتى تخونهن الذاكرة ليأتين للجامعات بلباس النوم.. هذه مشكلة كبيرة في نظرى وإن كان التحرش المذكور لا يتعدى القو..!

طررراخ..!(يبدو أنه اصطدم بأحد المارة.. ليعتذر له اعتذارا مهذبا ويعود)

* * *

ـ اسف .. مكنش قصدى!

ـ مش تفنح :( ؟

ـ!!

هع!ألم تجد إلا (عامر) ذا النظارة المحدبة أو المقعرة غالبا لتصطدم به؟ كما تلاحظ فإن الرجل لا يشجع العلاقات الإجتماعية؛ لأنها تزيد من فرصة التصادمات العشوائية.. ثم إن الرجل جاء إلى هنا لكى يصبح الأول على فرقته، وليس ليصنع صداقات.. أنت طالب مستهتر في نظره على كل حال؛ لأنك لا تنوى أن تصبح الأول على فرقتك.. أما لو كنت تنوى، فإنه غير معتاد أن يصادق منافسيه!

مشكلة (عامر) ليست في النظارة، فـ(سامر) شخص لبق وصديق حقيقي على الرغم أن نظارته أشد تقعيرا.. لو أردت رأيي فالمشكلة عن (عامر) في كل شيء وليست النظارة فحسب..

* * *

بقى الذى يقف تحت الشجره منتظرا التى تقف تحت الشجرة.. إنها الرومانسية إذن!

هو فتى طويل هزيل كالعادة..من النوع الهش الرقيق الذى يشعرك أن أنفاسك كفيله بقتله..

عندما تمر بجانبه ـ من تحت الشجرة ـ فلا تحاول أن تلقى سلاما أو ما شابه.. الرجل يضع سماعات الأذن ويفضل السباحة في حمام وردى من الأحلام..قد تتوقع ـ عندما تمر من جانبه ـ أن يتناهى إلى مسامعك صوت فيروز << حبيتك بالصيف حبيتك بالشتا.. نظرتك بالصيف نطرتك بالشتا..>> لكن المفاجأة الحقيقية عندما تلتقط أذنك الصوت المزعج لمغنى إجرامى من الزنوج يشعرك أنه فى عراك مع المستمعين.. تتعجب: هل هذا هو ذات الفتى الذى كنت أخشى عليه من أنفاسي :D ؟

أما عن التى تقف تحت الشجرة منتظرة الذى يقف تحت الشجرة، فلا بد أنك خمنت الصورة الصحيحة..!

**********************

حسنا..إنها محاضرتك الأولى بعد عشر دقائق، ولا بد أن يكون لها ذكرى خاصة بالتأكيد.. ولكن هذه قصة أخرى :) !





2007/09/03

من أفضل ما شاهدته هذا العام .. فيلم الثلاث100


القصة ليست بالجديدة ..
فهي مأخوذة عن إحدى كتب القصص المصورة الشهيرة (كوميكس بوك) .. مثل (باتمان) و (سبايدر مان) و غيرها .. بالإضافة إلى وجود فيلم حمل نفس الاسم و قد صور في الستينات .. و لا أظن أن أحداً منا كان موجوداً وقتها ..
مالجديد إذاً ؟! ..الجديد هنا أن الفيلم قد استفاد من كل تقنيات القرن الواحد و العشرين الهوليودية في فن الإخراج .. و أول ما ستلمحه كعنصر جديد هو ألوان الخلفية و التي تعطي انطباعاً متقناً بزمان الأحداث .. لكن العجيب هنا أنه لم يتم استخدام أي مواقع تصوير حقيقية أو طبيعية لتصوير هذا المشاهد ! .. فبخلاف ثلاثية (سيد الخواتم) و الذي اضطر طاقم الفيلم بكامله أن يحزم أمتعته لنيوزلندا كي يستغل طبيعة هذه الأرض من أجل مشاهدها .. اكتفى فيلم الثلاث100 باستخدام تقنية اللاقط الحركي و هم جالسون في مكانهم حيث استديو التصوير .. فلم يكن هنالك شيء حقيقي سوى الممثلين مع أزيائهم .. أم الخلفية فكانت عبارة عن جدران خضراء أو زرقاء فقط .. من ثم تم دمج الخلفية الطبيعية بها لاحقاً عن طريق المونتاج .
و الجديد أيضاً أن الفيلم لم يكن بحاجة للاستعانة بأسماء شهيرة كي يجذب الأنظار إليه .. فنرى هنا أن اختيار المغمور (جيرارد بتلر) - و الذي اكتفى بأدوار ثانوية أو بطولة ثانية في أفلام سابقة قليلة – كان أفضل صفقة للفيلم .. ابتداءً من بنيته الجسدية المهيبة و مروراً بصوته الجهوري و انتهاءً بأدائه الرائع لدور الملك (ليونايدوس) و الذي يجعله لا يقل براعة عن (دينزل واشنطن) في تقمصاته البارعة ..
رغم كثرة مشاهد الدماء في الفيلم .. و الذي يعد أمراً طبيعياً بما أننا نتحدث عن ملحمة تاريخية .. لكن تجسيد الدماء هنا لم تكن مثيرة للتقزز بقدر أنها كانت باعثة للإثارة و رفع معدل الأدرينالين في جسد المشاهد .. فتلاحظ كأنها قطع صلبة دقيقة عندما تتطاير أمام الشاشة ..
نأتي إلى القصة و التي من خلالها أقيم جودة العمل من عدمه ..أفضل ما في القصة - من رأيي – هي فكرة أول جيش رسمي بمعنى جيش في التاريخ .. و يتأكد ذلك المعنى في مشهد المقارنة التي أجراها الملك (ليونايدوس) بين جيشه القليل العدد و جيش (الآكاديين) و الذي جاء بهدف الدعم .. فنجد أن الجيش الأخير عبارة عن مجموعة من المتطوعين .. منهم المزارع و الحرفي .. أو حتى العبيد كما في الجيش الفارسي رغم كثرتهم التي تهز الأرض .. أي أنهم يخوضون الحرب فقط لأنهم مجبورن عليها .. في حين نجد جيش (ليونايدوس) الاسبراطي هو الجيش الوحيد الذي يتكون من جنود خلقوا ليقاتلوا .. يتكسبون عيشهم عن طريق القتال وحسب ..
كي أعتبر الفيلم جيداً فلابد من بعض المأخذ عليه .. هناك بعض المعاني التي نختلف معها جميعاً لو قارناها بتاريخنا الاسلامي المشرف .. فنجد مثلاً أن الجيش الاسباراطي رغم أنه صاحب الحق إلا أنه كان يحث على عدم الاحتفاظ بالأسرى أو ترك العزل .. و إنما كان هدفهم من الحرب هو القتل و القتل بلا رحمة .. بالإضافة إلى بعض المشاهد الاباحية التي كان الفيلم رائعاً بعدمها ..من ناحية الضجة السياسية التي أثارها الفيلم .. فمهما علمنا أن الهدف من الفيلم هو ابداعي أولاً.. لكننا لن ننكر أنها في النهاية صنعت لتخدم مصالح منتجيها .. فمالذي جعلهم يفكرون باصدار الفيلم في الوقت الذي تصاعدت أزمة التوتر السياسية بين امريكا (و المتمثلة بالجيش الاسبراطي المدافع عن حقه) و ايران (المتمثلة بالجيش الفارسي الغازي الغاشم) .. و كأنهم يوجهون رسالة لا شعورية أن التاريخ يعيد نفسه و علينا جميعا الوقوف ضدهم .. فالفيلم أيضاً يدعم مبدأ أن الحرب أولى من النقاش السياسي المسالم ..
في النهاية .. أجد الفيلم متكامل الأركان من الناحية السينمائية .. من التصوير و الموسيقى و المشاهد و القصة و السيناريو .. فالسيناريو ببراعته يرغم المشاهد على التعاطف مع أبطاله بكل ذرة من كيانه في كل دقيقة ..

2007/07/15

الغرب وعمل المرأة

هل حقاً الغرب مقتنع بارائه حول الحرية المطلقة
حول حقوق المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة فى جميع المجالات ؟ وحول نظرتهم الى عمل المرأة ؟
سؤال دار بذهنى وأنا أشاهد قريبا فيلم أمريكى للنجمة الجميلة نيكول كيدمان تدور أحداثه حول سيدة عاملة فى مجال الاعلام والتى
تمنح عملها اهتمام كبير واهمية قصوى فى حياتها لدرجة انها لا تجد وقت لالتقاط أنفاسها بين عملها خارج المنزل وعملها داخل
المنزل الى أن يأتى يوم تفاجأ فيه بربة عملها تفصلها من وظيفتها بسبب غيرتها منها ومن نجاحها فتصاب بانهيار عصبى شديد يدفع
زوجها الى ترك عمله مؤقتاً والانتقال الى مدينة ريفية نائية بعيدا عن المدينة وجوها ويستأجرون منزل فى هذه المدينة الهادئة لراحة
أعصابها من أول لقطة تبدو صاحبه المنزل غريبة نوعا ما فهى تبدو وكأنها خارجة من احدى أفلام الستينات بشعر أشقر عالى فى
تسريحه ناعمة جدا وفستان قصير منفوش بدون اكمام أشبه بفساتين العروسه باربى وحين تعرفها الى باقى سيدات القرية نجدهم
بنفس الهيئة والمظهر من حيث الملابس الكلاسكية والماكياج الناعم ذو الالوان التقليدية ولا شيء يشغل بالهن سوى الحفاظ على
رشاقتهن وجمال بشرتهم وتفاجأ البطلة بسطحية عقولهن وقلة اهتمامتهم وحين عرفت انهن يجتمعن كل أسبوع لمناقشة كتاب ما
فرحت جدا واختارت احدى الكتب المعقدة لتجدهم قد اختاروا كتاب يدور حول طرق تزيين شجرة الكريسماس !!!! لكنها تدريجيا تتندمج
فى هذا الجو وتتندمج معهن ويعجبها طريقة الحياه وتسير الأحداث ألى ان تشك البطلة فى سلوك السيدات كأنهن مسيرات آلياً وتبدأ
تبحث فى ماضي كل واحدة لتجد أن جميعهن كانوا يحتلون وظائف مرموقه فواحدة كانت مديرة لمستفى كبير وواحدة قاضية وأخرى
سيدة أعمال .....الخ وفى صورهم القديمة يبدون بمظهر التسعينات الخشن بالملابس العملية والشعر المربوط فى تسريحة عملية وفى
نفس الوقت يعرف الزوج من باقى الأزواج أن زوجاتهم جميعا خضعن لعمليات برمجة وغسيل مخ جعلتهم فى هذه الصورة المثالية
للمرأة الناعمة المثيرة التى لا يشغلها شيىء سوى جمالها وبيتها ومطبخها وزوجها ويقترحوا عليه أن تخضع زوجته لنفس العملية .
يتظاهر الزوج بالموافقه حتى يستطيعان تحرير الزوجات من هذه السيطرة وينجحون فى ذلك بالفعل وفى تلك اللحظة يدافع الطبيب
صاحب العملية عن رأيه موضحا وجهة نظره وموضحا هدف الفيلم حين يقول أن فى العصر الحالى اختلت جميع المفاهيم والعلاقات لم
تعد المرأة إمرأة لم يعد زوجها وأولادها هم أهم مالديها وان خروجها للعمل واصرارها على المساواة بالرجل فى جميع المجالات أدى
الى فوضى بالمجتمع وفوضى فى الأسرة وان الرجل افتقد المرأة الحنونه افتقد أنوثتها وضعفها واهتمامها به ثم تتضح مفاجأة اخرى
وهى أن زوجة الطبيب وصاحبة المنازل هى من وراء كل هذا ووراء هذه العمليات وقد قامت بذلك لتصحيح الاوضاع بعد أن اكتشفت
خيانة زوجها لها مع فتاة شقراء فتركت عملها الهام وتركت عقودها مع وزارة الدفاع حين وجدت أنه لم ينفعها بشيىء فى حياتها
كزوجة وامرأة وأنها تعرضت لأسوأ أنواع الفشل الذى يمكن أن تواجهه زوجة وإمرأة فتفرغت لتصحيح هذه الأوضاع وصنعت انسان
آلى شبيه بزوجها لتوهم نفسها بأنها تحيا حياة زوجية ناجحة فى نهاية الفيلم تتحرر جميع النساء من السيطرة ويعاقبن أزواجهن على
مافعلوه بهن وتعود البطلة الى عملها بقصة ناجحة وموضوع هام لكن بعد أن يكون الجميع تعلم الدرس
ربما بالغ الفيلم قليلا فى رسم صورة المرأة التى يتمانها الرجل فالمرأة السطحية للغاية أيضاً غير مقبولة الا أن الفيلم يكشف عمق
التناقض والصراع الذى يعيشه المجتمع الغربى وأن المبالغة فى طلب الحرية والمساواة بين الرجل والمرأة أدى الى ضغط عصبى
على الجانبين فالمرأة لا تستطيع التراجع والاعتراف أن مكوثها فى البيت والاهتمام بزوجها واولادها افضل فى بعض الاحيان ولا يقلل
من شأنها ولا من ثقافتها وشخصيتها والرجل لا يستطيع التراجع عن رأيه الذى يعلنه فى كل وقت عن حرية المرأة وحقها فى العمل
والمساواة باعتبار هذا هو مقياس التحضر. وادى هذا الوضع الى هذا الخلل الفظيع فى العلاقات الزوجية والمجتمع بأكمله
الفيلم ليس مجرد فيلم شيق نستمتع به لكنه أيضا فيلم هام يوضح رأى الغرب فى مفاهيمه وأرائه التى يتشدق بها دائما ويعتبرها مثال
للتحضر والرقى ويعتبر كل من يخالفها مثال للتخلف . ويضعهم أمام الحقيقة التى يتهربون منها وهى ان أرائهم خاطئة وانهم يتمنون
العودة الى العلاقات الطبيعية حيث الرجل سيد خارج المنزل والزوجه اهم وظائفها منزلها
المثير للدهشة لماذا دائما يفخرون بارائهم المتحضرة ويسخرون من أرائنا الرجعية ؟
أعتقد أنه اذا كان هناك من يسخر من الآخر فهو نحن من يحق لنا السخرية
فحريتهم لم تجلب لهم سوى المتاعب ومجتمع ملىء بالامراض الاجتماعية والجرائم والأسر المفككه
ويحق لنا الفخر بكل مايعتبرونه رجعية وتخلف

2007/07/12

حكومة الظل



" د. منذر قبانى " احفظوا هذا الاسم جيداً وتابعوا دائماً مؤلفاته ورواياته المقبلة فستتعرفون

على مؤلف مبدع كنا بحاجة إليه إلى أسلوبه الأدبى وفكره فى عالمنا العربى

ود. منذر حالة خاصة فهو طبيب بشرى فى مجال دقيق هو جراحة الكبد والبنكرياس وأصدر

رواية واحدة فقط هى " حكومة الظل " التى بدأ كتابتها عام 2005 إلا أنها أثارت جدلاً

واسعاً ولاقت ترحيباً كبيراً وتساؤلاً عن هذا المؤلف الجديد الذى يكتب بهذا الأسلوب

فاسلوبه يشبه أسلوب الكاتب " دان بروان " إلا أنه بأسلوبه العربى الشرقى يتفوق على دان بروان بأسلوبه الغربى

حكومة الظل رواية مختلفة خرج بها د. منذر عن الأشكال التقليدية للرواية وموضوعها

ليس عن الحب أو الرومانسية كما تدور أغلب الروايات العربية بل هى رواية بوليسية

تاريخية سياسية فكرتها جديدة تماماً ومعالجة بأسلوب جعلتنى أنا وكل من قرأها لا نتركها
حتى ننتهى منها

الرواية تتحدث عن رجل أعمال سعودي يذهب في رحلة عمل إلى المغرب و مصر و في الأثناء تحدث له مجموعة من


المواقف الغامضة ( لن أقول ما هي حتى لا أفسد الرواية لمن لم يقرأها) مما تجعله يكتشف أنها لها علاقة بطريقة لم


يكن ليتخيلها بأحداث غامضة مرت بجده في أواخر عهد الخلافة العثمانية و مؤامرة صهيونية كانت تحاك في ذلك الوقت


في إسطنبول ومستمرة حتى عصرنا هذا ربما ستشعر أن الرواية انتهت فجأة وأنك تريد مواصلة الأحداث إلا أن النهاية


المفتوحه التى كتبها د. منذر هى رسالة فهى نهاية لروايته لكنه يريدها بداية لصحوة واستيقاظ عربى

الرواية وياللدهشة ممنوعة من النشر فى عدة دول عربية " لا أدرى لماذا بالضبط " لذلك لمن يريد قراءتها سيجد نسخة الكترونية منها على الانترنت

مكتوب على غلاف الرواية " مزيج من الخيال والواقع للقارىء مطلق الحرية فى تبين الواقع من الخيال " وهى كذلك بالفعل
أيضا مكتوب على الغلاف " لابد من كسر قشرة البيضة " لابد من معرفة من وراء تلك الشخوص والأحداث "

د. منذر أضاف نوعاً جديداً من الروايات الجادة التى لها رسالة وهدف ما وليست روايات أدبية عادية

كأى عمل هناك أوجه للنقد خاصة وأنه العمل الأول ربما أول نقطة
هو الوصول لحل اللغز عن طريق حلم ما

وجود بعض الاخطاء النحوية
بعض الجمل الحوارية ذات أسلوب انشائى جداً ربما لأن الرواية اعتمدت على السرد

د . منذر فى سطور
من مواليد الرياض عام 1970 م .

حاصل على بكالوريوس طب وجراحة من جامعة الملك سعود بالرياض عام 1994 م .
حاصل على الزمالة الكندية في الجراحة العامة من جامعة تورونتو بكندا عام 2001 م .
حاصل على شهادة التخصص الدقيق في مجال جراحة الكبد والبنكرياس من جامعة برتش كولومبيا بكندا عام 2003 م .
زميل كلية الجراحين الكنديين .
إستشاري جراحة عامة وجراحة كبد وبنكرياس .
له أبحاث نشرت في دوائر علمية عالمية .
نشرت له مقالات ثقافية في صحف محلية .
ألقى مجموعة من المحاضرات الصحية والثقافية محليا ودولياً .




هبه عبدالله

2007/07/09

شيــــــكاغــو




رواية شيكاغو هى رواية الكاتب " علاء الأسوانى " بعد رواية " عمارة يعقوبيان " الشهيرة



وكانت تمثل تحدى لعلاء الأسوانى فالجميع ينتظر روايته الجديدة ليروا اذا كان يتمتع بالموهبة حقا ام ان يعقوبيان كانت حدثا فريدا وروايته الوحيدة



شيكاغو تتشابه مع عمارة يعقوبيان



ففى عمارة يعقوبيان هو عباره عن رصد لاحوال مصر والمصريين من خلا ل شخصيات من فئات وطبقات



مختلفة من الشعب تجمعهم عمارة واحدة ومن خلال قصة حياة كل شخصية يظهر كل عيويب الدولة المصرية والمجتمع المصرى



وفى " شيكاغو " هى رصد لأحوال المصريين المهاجرين الى امريكا وتأثير الهجرة والحياة الامريكية عليهم وايضا



من خلال قصة حياة كل شخصية نكتشف العيوب والاضرار البالغة التى تنجم عن الهجرة حتى لو لم يراها المهاجرين وكذلك عيوب المجتمع الأمريكى



فى الروايتين لايوجد عقدة معينة تسعى الرواية لحلها بل هى عبارة عدة روايات لاشخاص لا يجمعهم اى رابط



او اى خيط بل نتابع عدة قصص فى وقت واحد فالروايتين عبارة عن مجموعه من القصص عن عدة أشخاص



ويغلب عليها الطابع السردى للاحداث



نعود " لشيكاغو " الرواية تدور فى امريكا فى مدينة شيكاخو أبطال الرواية جميعهم من المهاجرين وهم فئتين



فئة الشباب وفئة هاجرت من 30 عاما وأصبح لها وضع كبير فى امريكا ونرى تاثير الهجرة وتأثير امريكا عليهم

رأفت ثابت : دكتور الجامعه الذى هاجر من 30 عام الى امريكا هربا من التخلف والديكتاورية الى العدل والعلم كما يقول دائما ويصر اته لم يعد مصرى بل اصبح امريكى قلبا وقالبا ويتبرأ دائما من كل ماهو مصرى ويسخر من العادات والتقاليد البالية التى مازالت تتحكم فى عقول المصريين. الا انه بالرغم من ذلك فى داخله لا يستطيع تقبل فوضى الحرية فى المجتمع الامريكى ويرغب فى تطبيق عاداتنا المصرية التى يتبرأ منها ويصل هذا الصراع الى اشده حين تعلن ابنته انها سوف تنتقل للاقامة مع صديقها فيجن جنونه ويعود المصرى الفلاح المقتنع ان البنت مكانها بيت والدها لاتصادق الاولاد وتحافظ على نفسها حتى زواجها . وفى النهاية تتحطم حياته وتموت ابنته من اثر جرعه هيروين زائدة ويدرك مدى خطأه لكن متاخرا

محمد صلاح : دكتور الجامعه المهاجر من 30 عاما واعتبرت حبيبته هجرته هذه هروب ووصفته بالجبن وتظل هذه الكلمات تؤلمه طوال سنوات هجرته وفى النهاية يكتشف مدى أخطأه بالهجره وأنه غير سعيد فى حياته و تنهار اعصابه من شدة حنينه الى مصر ولكل شيء مصرى لتصيبه حالة نفسية غريبة جعلته يهجر زوجته الامريكية ويعود ليرتدى ملابسه القديمة التى أتى بها من مصر من 30 عام ويبحث عن أرقام اصدقاء الجامعه القدامى ويتصل بحبيبته وفاء ويسالها هل مازالت تعتبره جبان ثم تأتيه الفرصه ليثبت لها العكس حين يختاره اصدقاؤه ليلقى بيان فى حضور رئيس الجمهورية اثناء زيارته لامريكا يطالبه فيها بالتنحى استجابة لرغبة أغلب المصريين فى مصر والخارج بسبب الاوضاع السئية التى وصلت لها مصر الا انه بسبب رهبة الموقف لا يستطيع القاء البيان لتتعمق لديه عقدة الهرب والجبن وينهى حياته منتحرا فى قبو فيلته

كرم دوس : طبيب جراحه القلب المسيحى الناجح : الذى هاجر الى أمريكا هربا من اضطهاد استاذه له فى الجامعه والذى اكتشف ان كونه مسيحى لايضيف له شيىء فى أمريكا فهو فى النهاية عربى ملون ورغم نجاحه الكبير فى امريكا الاانه ظل يتمنى لو كان فى مصر ويعتبر ان كل نجاح خارجها هو نجاح ناقص لايثير الفخر ويظل ولائه دائما لكل شيء مصرى حتى انه لايقوم باجراء اى عملية جراحية مهما كانت معقدة الا وهو يستمع لام كلثوم داخل غرفة العمليات ويحاول لاخر لحظة افادة مصر والعمل لمصلحتها سواء على الصعيد العلمى او السياسى وتحدث له مفارقه ان تطلب منه مصر ان يجرى عملية جراحة قلب سريعه لاحد اساتذة الجامعه ويكتشف انه الاستاذ الذى نصحه بترك الجراحه لانه لن يتركه ينجح فيها وكان المتسبب فى هجرته
وهو من أجمل شخصيات الرواية الذى يعكس فعلا مصريتنا الحقه التى يتشابه فيها المسلم والمسيحى

دينيس بيكر : طبيب امريكى اسطوره فى مجال الهستولوجى ويعشق الشرق والحضارة المصرية ويحب المصريين ومن خلال صديقته السمراء نكتشف الوجه القبيح للعنصرية ضد السود التى مازالت تمارس بشكل رهييب رغم ان الظاهر انها اختفت الا انها مازالت فى اعماق المجتمع الامريكى وتغلق الابواب امام فى وجه مستقبل السود فى كثير من المناطق وهذه العنصرية التى تتنعكس بالسلب على شخصية صديقته وعلى علاقته بها

شيماء محمدى : الشابة الملتزمة دينيا جدا والتى يرشحها تفوقها لبعثة الى جامعه الينوى بشيكاغو وتجد نفسها وسط جو غريب عنها ومربك الا انها تقرر الاستمرار وتتعرف على زميلها " طارق حسيب " لتدخل معه فى علاقة تغير من مبادئها وقيمها التى ظلت عليها طوال سنوات عمرها لينتهى بها الامر الى مصحة للاجهاض فى شيكاغو لتتخلص من حملها الغير شرعى !!!!

صفوت شاكر : ضابط امن الدولة فى أبشع صوره على الاطلاق والذى يمسك منصب امنى كبير فى السفارة المصرية ليمارس القهر والكبت على حريات كل المصريين المثقفين الذى يتخذون جهة المعارضة ومن خلاله نكتشف بشاعه مايحدث ولاتصدق انه يمكن ان يكون هناك بشر مثل هذه الشخصية أو ان هذا يحدث فى مصر ومن خلاله يكشف اساليب امن الدولة الرخيصة للنيل من الأبرياء

احمد دنانة : مثال للشخص المنافق الوصولى الذى لايهمه سوى مصلحته اولا واخيرا حتى لو على حساب شرفه والذى يعلم الجميع انه عميل للامن والذى يتقبل اعجاب ضابط امن الدولة بزوجته فى مقابل ترقيته لمنصب أعلى

ناجى عبد الصمد : صاحب المبادىء والافكار المهاجمة لامريكا وسياستها والذى رشح لبعثة فى جامعة الينوى
ويظل تحت رقابة أمن الدولة ويجد نفسه على علاقة مع صديقة يكتشف أنها يهودية وحين يحاول تنظيم بيان ليلقيه أمام الرئيس اثناء زيارته لأمريكا يكتشف ان الرقابة والكبت ليسوا فقط فى مصر بل تطارد المصريين اينما رحلوا !!!

طارق حسيب : ابن اللواء وابن الذوات المتفوق والمنضبط والعملى للغاية الذى يتغير حين يقابل زميلته المهاجرة " شيماء محمدى " ويدخل معها فى علاقة حب يجد نفسه متذبذب بين عقليته المصريه التقليدية وعقليته المتحرره فى أمريكا ويؤثر هذا سلبا على حياته ودراسته
الرواية هادفه فعلا وفكرتها جيدة جدا ايضا هى رواية مثيرة ومشوقه من اول سطورها حتى نهايتها فى اسلوب سريع شيق
شخصيات الرواية مرسومة بدقة عاليه جدا جدا ومهارة شديدة

الا ان علاء الاسوانى بجرأته الشديدة وتجاوزه لخطوط حمراء كثيرة لم يتجاوزاها اديب او روائى جعل الرواية كما تستحق المديح






تقابل هجوم ونقد كبير لهذه الجرأة والتجاوز خاصه وان ليس له مايبرره على الاطلاق وكان يمكن ان تكون روايته خاليه من هذه






التجاوزات بدون ان تتأثر اطلاقا لكن أعتقد ان علاء الاسوانى افسد روايته بهذه التجاوزات ولا ادرى لماذا هل ليضمن الاثارة






والتجاح لروايته ؟ ام لانه مثل البعض يجد فى هذه التجاوزات لفت للانتباه وتميز وتثير الفضول ؟ لقد وقع فى خطأ كبير لانه كاد ان






يحول روايته الهادفه الجيدة الى رواية مبتذله وقد تكون كذلك فى بعض الفصول ولولا هذا لاستحقت شيكاغو ان تكون افضل






الروايات المصرية لهذا العام نتمنى أن يدرك الكاتب خطأه ولا يكرره فهو كاتب موهوب بالفعل ولديه فكر جيد جدا يستحق القراءة



By: هبه عبدالله