أهلاً وسهلاً بكل زوار مدونة أقلام حائرة....إذا كانت لديكم أية ملاحظات أو اقتراحات راسلونا على عنوان المدونة confusedideas@yahoo.com ..... نتمنى لكم زيارة مفيدة ومتكررة بإذن الله....

2007/09/03

من أفضل ما شاهدته هذا العام .. فيلم الثلاث100


القصة ليست بالجديدة ..
فهي مأخوذة عن إحدى كتب القصص المصورة الشهيرة (كوميكس بوك) .. مثل (باتمان) و (سبايدر مان) و غيرها .. بالإضافة إلى وجود فيلم حمل نفس الاسم و قد صور في الستينات .. و لا أظن أن أحداً منا كان موجوداً وقتها ..
مالجديد إذاً ؟! ..الجديد هنا أن الفيلم قد استفاد من كل تقنيات القرن الواحد و العشرين الهوليودية في فن الإخراج .. و أول ما ستلمحه كعنصر جديد هو ألوان الخلفية و التي تعطي انطباعاً متقناً بزمان الأحداث .. لكن العجيب هنا أنه لم يتم استخدام أي مواقع تصوير حقيقية أو طبيعية لتصوير هذا المشاهد ! .. فبخلاف ثلاثية (سيد الخواتم) و الذي اضطر طاقم الفيلم بكامله أن يحزم أمتعته لنيوزلندا كي يستغل طبيعة هذه الأرض من أجل مشاهدها .. اكتفى فيلم الثلاث100 باستخدام تقنية اللاقط الحركي و هم جالسون في مكانهم حيث استديو التصوير .. فلم يكن هنالك شيء حقيقي سوى الممثلين مع أزيائهم .. أم الخلفية فكانت عبارة عن جدران خضراء أو زرقاء فقط .. من ثم تم دمج الخلفية الطبيعية بها لاحقاً عن طريق المونتاج .
و الجديد أيضاً أن الفيلم لم يكن بحاجة للاستعانة بأسماء شهيرة كي يجذب الأنظار إليه .. فنرى هنا أن اختيار المغمور (جيرارد بتلر) - و الذي اكتفى بأدوار ثانوية أو بطولة ثانية في أفلام سابقة قليلة – كان أفضل صفقة للفيلم .. ابتداءً من بنيته الجسدية المهيبة و مروراً بصوته الجهوري و انتهاءً بأدائه الرائع لدور الملك (ليونايدوس) و الذي يجعله لا يقل براعة عن (دينزل واشنطن) في تقمصاته البارعة ..
رغم كثرة مشاهد الدماء في الفيلم .. و الذي يعد أمراً طبيعياً بما أننا نتحدث عن ملحمة تاريخية .. لكن تجسيد الدماء هنا لم تكن مثيرة للتقزز بقدر أنها كانت باعثة للإثارة و رفع معدل الأدرينالين في جسد المشاهد .. فتلاحظ كأنها قطع صلبة دقيقة عندما تتطاير أمام الشاشة ..
نأتي إلى القصة و التي من خلالها أقيم جودة العمل من عدمه ..أفضل ما في القصة - من رأيي – هي فكرة أول جيش رسمي بمعنى جيش في التاريخ .. و يتأكد ذلك المعنى في مشهد المقارنة التي أجراها الملك (ليونايدوس) بين جيشه القليل العدد و جيش (الآكاديين) و الذي جاء بهدف الدعم .. فنجد أن الجيش الأخير عبارة عن مجموعة من المتطوعين .. منهم المزارع و الحرفي .. أو حتى العبيد كما في الجيش الفارسي رغم كثرتهم التي تهز الأرض .. أي أنهم يخوضون الحرب فقط لأنهم مجبورن عليها .. في حين نجد جيش (ليونايدوس) الاسبراطي هو الجيش الوحيد الذي يتكون من جنود خلقوا ليقاتلوا .. يتكسبون عيشهم عن طريق القتال وحسب ..
كي أعتبر الفيلم جيداً فلابد من بعض المأخذ عليه .. هناك بعض المعاني التي نختلف معها جميعاً لو قارناها بتاريخنا الاسلامي المشرف .. فنجد مثلاً أن الجيش الاسباراطي رغم أنه صاحب الحق إلا أنه كان يحث على عدم الاحتفاظ بالأسرى أو ترك العزل .. و إنما كان هدفهم من الحرب هو القتل و القتل بلا رحمة .. بالإضافة إلى بعض المشاهد الاباحية التي كان الفيلم رائعاً بعدمها ..من ناحية الضجة السياسية التي أثارها الفيلم .. فمهما علمنا أن الهدف من الفيلم هو ابداعي أولاً.. لكننا لن ننكر أنها في النهاية صنعت لتخدم مصالح منتجيها .. فمالذي جعلهم يفكرون باصدار الفيلم في الوقت الذي تصاعدت أزمة التوتر السياسية بين امريكا (و المتمثلة بالجيش الاسبراطي المدافع عن حقه) و ايران (المتمثلة بالجيش الفارسي الغازي الغاشم) .. و كأنهم يوجهون رسالة لا شعورية أن التاريخ يعيد نفسه و علينا جميعا الوقوف ضدهم .. فالفيلم أيضاً يدعم مبدأ أن الحرب أولى من النقاش السياسي المسالم ..
في النهاية .. أجد الفيلم متكامل الأركان من الناحية السينمائية .. من التصوير و الموسيقى و المشاهد و القصة و السيناريو .. فالسيناريو ببراعته يرغم المشاهد على التعاطف مع أبطاله بكل ذرة من كيانه في كل دقيقة ..

1 comment:

Gamal Hamza said...

السلام عليكم :

شاهدت الفيلم واعجبنى للغاية...
ليست فقط القصة التاريخية الشهيرة ولكن صناعة الفيلم كانت متقنة للغاية.....

وأعجبنى أيضاً تقييمك ونقدك للفيلم....

أتمنى ان أرى لك نقداً عن المزيد من الأفلام الشهيرة :)