أهلاً وسهلاً بكل زوار مدونة أقلام حائرة....إذا كانت لديكم أية ملاحظات أو اقتراحات راسلونا على عنوان المدونة confusedideas@yahoo.com ..... نتمنى لكم زيارة مفيدة ومتكررة بإذن الله....

2007/12/31

أنـــا بشـــــــــر



صدمت بشدة عندما سمعت عن الموضوع لأول مرة.. خاصة مع تردد كلمات ثقيلة الوزن عن الخوض في الأعراض والتشهير وما إلى ذلك..

على الرغم من أن الموضوع ـ كله على بعضه ـ لا يمثل ظاهرة بعد ، إلا أن التصدى له مهم، وكل الجهود في هذا مشكورة مأجورة بإذن الله..

تابع أخبار و تطورات الحملة من هنا
هناك حوار حي على موقع إسلام أون لاين سيتم يوم الثلاثاء الموافق 1 يناير 2008م في تمام الساعة الثانية والنصف ظهراً بتوقيت مكة المكرمة ويستمر لمدة ساعتين تتابعه من هنا

****************

(1)
القصة وما فيها..
تنتشر صور ومقاطع عربية مخلة
بين الشباب هذه الأيام على سبيل التندر والطرفة ..تسجيلات (هوم ميد) ولا دخل لأى مونتاج بها.. لم يصور الشاب تلك اللقطات بيديه، ولا يعرف أصلا من التقطها، ولكنها وصلت عن طريق صديق عزيز عليه حتما بواسطة المحمول أو الإنترنت غالبا..هو يترفع عن فعل أشياء مشينة كتلك! لكن هنا يأتى دوره: أن يجعل تلك الأشياء المشينة تصل لأكبر عدد من الناس..

الغريب لو أنك سألته لماذا يشارك في نشر تلك القاذورات التى يعترف أنها قاذوزات، لبرر لك بأن تلك الفتاة فاسدة بما يكفى لوضع ما يسيء إليها في ميدان عام. ولكن ـ بالله عليك ـ عندما تضعها في ذلك الميدان ـ ألا يعد ذلك مساهمة في نشر الفساد؟

لست بليغا في المسائل الوعظية، ولكن المسألة بليغة في ذاتها: لا أعلم ما يميزك عنها لو نشرت تلك الفضائح!

***************

(2)
الحقيقة أننى أسأت الظن في تلك الفتاة التى ظهرت في الصورة، وافترضت أنها إنسانة غير مهذبة، لكن هناك الكثير من اللقطات التى تؤخذ على حين غرة .. هناك كذلك برامج معالجة الصور.. هناك واحد كان متزوجا من واحدة ثم انفصلا.. هناك وسائل استدراج وخداع كثيرة أنت تعرفها مثلى تماما لأنك لا تعيش في المريخ ..

إذن هناك احتمالية كبيرة أن تكون تلك الفتاة مجنى عليها .. قد تكون زميلتك، قريبتك، جارتك، أختك أو أمك.. ألا يحرك ذلك فيك شيئا؟!

**************

(3)
أسير في الجامعة كثيرا وأرى مالا يسرنى..
لو أننى تجاوزت هذه المناظر بعينى، وكأننى لم أر شيئا، لكان ذلك دليلا على عد الاكتراث فعلا.. إنهم لا يفعلون شيئا كي يجذب انتباهي..
أما لو أمعنت النظر، ثم ألقيت نكته بذئية ورحلت، لكنت مهتما بهم.. ربما وددت أن أفعل مثلهم أوما هو أكثر كذلك..

**************

(4)
الإسقاط هو أن ينسب الفرد ما في نفسه من عيوب وصفات غير مرغوبة إلى غيره من الناس ويلصقها بهم ( وبصورة مكبرة).. مثال: الرجل الذي يكذب، كثيرا ما يتهم الناس بالكذب.. والمرأة التى تميل لرجل لا يهتم بها، قد تتهمه بالتودد إليها ومغازلتها.. والشاب عديم القيم الخلقية والوازع الدينى، كثيرا ما يتهم (كل) الفتيات بأنهن سيئات خلقيا..

والإسقاط ، في الحقيقة، وسيلة دفاعية من الإنسان لتبرير أفعاله أو رغاباته.. الافتراض المسبق للتاجر بأن كل الناس عديمو الذمة، يجعله يغش في الميزان وهو مرتاح الضمير للأسف!

****************

(5)
يتشوّف الإسلام إلى الستر ، ويتطلّع إلى إخفاء الزلات ، وكتمان العيوب.. ذلك لأن إفشاء الزلات يعيب صاحبه بالدّرجة الأولى، ويعيب الناقل، ويضر المجتمع كله؛ لأنه تمهيد لفشوّ الفاحشة ، وانتشار الفساد.

ولذلك لما جاء هَـزَّال بن يزيد الأسلمي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ورفع له شأن ماعز قال له النبى: ((والله يا هزال لو كنت سترته بثوبك كان خيرا مما صنعت به)) [رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي]، وقال عليه الصلاة والسلام : من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة [ رواه البخارى ومسلم]

قال تعالى:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ * وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [ النور: 19 ـ 21]

**************
(6)
أنا بشر..
لم أنزل من السماء.. أنا أخطئ أحيانا.. وأحتاج لمن يتغاضى النظر عن خطئي..
أنا بشر..
أعتنى بمظهري، وأحرص على علاقات اجتماعية جيدة.. لست وحشا بريا يسيل الزبد من أشداقى، وأتحرى فيها اللحظة التى أضر فيها أحدهم ، أو ألوث سمعة إحداهن.
أنا بشر..
أحتاج إلى الله.. وأريده أن يستر نقائصى يوم القيامة .. ولا إيه؟!
********************
لا تنس أن تتضامن مع الحملة بترك توقيعك في صفحة التوقيعات