أهلاً وسهلاً بكل زوار مدونة أقلام حائرة....إذا كانت لديكم أية ملاحظات أو اقتراحات راسلونا على عنوان المدونة confusedideas@yahoo.com ..... نتمنى لكم زيارة مفيدة ومتكررة بإذن الله....

2007/09/08

..يوم جامعى جدا



"الحياة الجامعية حياة ساحرة إلى حد كبير؛ لأنها تحتوى على ذات العناصر الموجودة فى الحياة اليومية التى يعيشها كل إنسان، ولكن هنا النطاق ضيق لتتمكن أن تكون دوما فعالا وقريبا مما يحدث.. ربما أكثر ما يسحرك في هذا العالم أنه سيؤثر بك وتوثر به منذ اللحظة الأولى..إنه عالم آخر مستقل لو أردت رأيي..!"

------------------------------------



اليوم الجامعى الأول .. اليوم الأول في حياتك الجامعية لو كنت تحب إعطاء الأمور حجما أكبر..إنه يوم حيوى، وعليك أن تبقى عقلك يقظا حتى لو لم تكن نمت ليلة أمس

* * *

هذا الشاب الذى يقبل نحوك بابتسامة تحتل ملامح وجهه.. يرتدى قميصا وربما رابطة عنق أنيقة، ولا بأس بـ(بادج Badge) يحمل اسمه وشعار الجماعة في تحد واضح لرجال الأمن..أنت تدرك منذ اللحظة الأولى أن الابتسامة مصطنعة، ولكن تثق أنه لا نفاق رواءها على كل حال.. إنها ابتسامة عمل إذن!

ثق أنك ستجده مهذبا لبقا ذكيا إلى أقصى الحدود.. وستعلم بعد ذلك أن له ترتيبا ما على فرقته ـ ليس الأول على كل حال!ـ.. ولربما أعطاك دليلا للكلية ـ يحمل شعار الجماعة كذلك!ـ يمنعك من التوهان بين مبانى الكلية المتعددة.. لن يكون عليك وقتها إلا أن تشكره بابتسامة لبقة، وتنصرف..!

ستقابله كثيرا فيما بعد، وقد تختلف معه في أرائك، إلا أنك ستبقى له احتراما قويا للقائكما الأول..

* * *

يقف في جانب ما ببذله بنية يفوح منها العطر، ويضاحك مجموعة من الشباب والفتيان بطريقة مسرحية / تليفزيونية للغاية .. هذا هو (نجم الاتحاد) .. ليس الاتحاد السكندرى لسوء طالعك.. عن اتحاد الطلاب أتحدث..وهو في أمثال تلك الأيام المميزة، لا يتخلى أبدا عن بذلته برابطة العنق.. إنه يحادث الفتيات بتلك الطريقة كبروتول اجتماعى يجعلهن يترجرجن في هيستيرية كقوالب جيلى منكسة..إنه نجم، ويعرف كيف يبدو كذلك..

هو مشغول كما تلاحظ، لكن دعنى اؤكد لك أنه لو لمحك، ربما أرسل إليك أحد أذرعه اليمين ـ وهم كثر ـ ليقوم معك بالواجب.. الواجب هنا أن يشرح لك كيف أن الخير عرف طريق الكلية منذ أن صار (نجم) على رأس (الاتحاد).. وكيف أن علاقة نجم بـالدكتور (كامل الأسوانى!) ـ رئيس الجامعة يعنى!ـ قد تعدت كل الحدود المعهدوة لدينا كطلاب!!

و (نجم) اسم على مسمى.. فلديه القدرة أن يسرق الأنظار، ويخرس الأفواه، ويواجه الأعين والكاميرات.. وهذا ما طلبوه منه.. لا تقنعنى أن مهزوزا غبيا كان سيقوم بأمثال تلك المهمات..! من جهة أخرى هو قادر أن يحيل كل أسود إلى أبيض .. إن مهمته أن يقوم بما يقوم به (سكويلر Squealer ) لو كنت قرأت رواية ( مزرعة الحيوانات Animal Farm )، وهو يتقاضى شبه أجر على ذلك .. هل فهمت دوره إذن؟!

* * *

تلمح تلك المجموعة المختلطة التى تحدث صخبا يجعل من انتباهك لها أمرا بديهيا.. إنها فرقة (النشاط التمثيل والمسرح) .. الفرقة هنا مثمرة فعلا.. فهى تثمر لك العديد من العلاقات العاطفية التى يعرف كلا من طرفاها أنه يمارس نشاط الفرقة على الآخر(!) .. لا أستطيع أن أعمم الكلام على كل فرق المسرح، أو كل العلاقات العاطفية في هذه السن، فأنا أتحدث عن فرقة المسرح هنا فحسب..

* * *

مجموعة أخرى من الشباب الروش طحن هذه المرة.. لا تكن مملا وتطالبنى بالوصف.. إنهم يقفون على ناصية ما .. وهؤلاء هم من لم تؤهلهم موهبتهم (المسرحية!) للاتحاق بـ(فرقة التمثيل والمسرح) التى تمتلك تصريحا من العميد بالقيام بالنشاط (في أجواء رسمية يعنى!).. لذا فهم يمارسون نشاطا إجراميا انتقاميا بذيئا مشينا: تحرش قولى بالفتيات العفيفات اللاتى تخونهن الذاكرة ليأتين للجامعات بلباس النوم.. هذه مشكلة كبيرة في نظرى وإن كان التحرش المذكور لا يتعدى القو..!

طررراخ..!(يبدو أنه اصطدم بأحد المارة.. ليعتذر له اعتذارا مهذبا ويعود)

* * *

ـ اسف .. مكنش قصدى!

ـ مش تفنح :( ؟

ـ!!

هع!ألم تجد إلا (عامر) ذا النظارة المحدبة أو المقعرة غالبا لتصطدم به؟ كما تلاحظ فإن الرجل لا يشجع العلاقات الإجتماعية؛ لأنها تزيد من فرصة التصادمات العشوائية.. ثم إن الرجل جاء إلى هنا لكى يصبح الأول على فرقته، وليس ليصنع صداقات.. أنت طالب مستهتر في نظره على كل حال؛ لأنك لا تنوى أن تصبح الأول على فرقتك.. أما لو كنت تنوى، فإنه غير معتاد أن يصادق منافسيه!

مشكلة (عامر) ليست في النظارة، فـ(سامر) شخص لبق وصديق حقيقي على الرغم أن نظارته أشد تقعيرا.. لو أردت رأيي فالمشكلة عن (عامر) في كل شيء وليست النظارة فحسب..

* * *

بقى الذى يقف تحت الشجره منتظرا التى تقف تحت الشجرة.. إنها الرومانسية إذن!

هو فتى طويل هزيل كالعادة..من النوع الهش الرقيق الذى يشعرك أن أنفاسك كفيله بقتله..

عندما تمر بجانبه ـ من تحت الشجرة ـ فلا تحاول أن تلقى سلاما أو ما شابه.. الرجل يضع سماعات الأذن ويفضل السباحة في حمام وردى من الأحلام..قد تتوقع ـ عندما تمر من جانبه ـ أن يتناهى إلى مسامعك صوت فيروز << حبيتك بالصيف حبيتك بالشتا.. نظرتك بالصيف نطرتك بالشتا..>> لكن المفاجأة الحقيقية عندما تلتقط أذنك الصوت المزعج لمغنى إجرامى من الزنوج يشعرك أنه فى عراك مع المستمعين.. تتعجب: هل هذا هو ذات الفتى الذى كنت أخشى عليه من أنفاسي :D ؟

أما عن التى تقف تحت الشجرة منتظرة الذى يقف تحت الشجرة، فلا بد أنك خمنت الصورة الصحيحة..!

**********************

حسنا..إنها محاضرتك الأولى بعد عشر دقائق، ولا بد أن يكون لها ذكرى خاصة بالتأكيد.. ولكن هذه قصة أخرى :) !





4 comments:

Anonymous said...

السلام عليكم

أهنئكم على المدونة المميزة في البداية..

أضحكتني يا رجل..

بالنسبة لموضوعك.. أجد فيه من المبالغه المحببه المضحكة المبكية..

أعجبني كثيراً أنك اسميت ابطال مقالك ..باسماء ..عامر..سامر...الخ

الا ان مقالك واقعي الى حد كبير كبير على الغرم من الهزلية المُضحكه به.. احسنت

تحياتي العطرة

GADELiOO
محمد أبو جاد الله

Mohamed M. Abo El-Gheit said...

السلام عليكم

فعلا الموضوع مبالغ فيه بطريقة كرتونية.. داه لزوم السخرية بس :)

مسألة اختيار اسماء للأبطال، فهى إلهام لحظة والله.. كويس انها عجبتك

هزليه؟ هو فيه احسن م الهزيلة :D


زى مابتقول الكلام داه بيحصل بطريقة تحسسك ان الجامعات اتبنت لكده.. لا تكونش اتبنت لكده فعلا؟!

شرفنى مرورك الكريم ياجاديليو

hopy said...

مجتمع الجامعه مليىء بالحكايات والنماذج صحيح فقد جديته التى كانت تميزه فى الستينات والسبيعنات واختلفت الصورة تماما الا انه مازال عالم ساحر رايق ومجتمع قائم بذاته
طريقتك لذيذة محمد وعايزين نشوف الحوسه بتاعة أول محاضرة
قريبا

Zika said...

الكلام ده كان السنه اللي فاتت مش بعيد يعني ..
ورغم اني هعيش جزء منه تاني بحكم اني هعيد سنه اولي
:)
بس عموما طريقتك لذيذه جدا
وعلي فكره انا مش بكمل الموضوع لحد اخره الا لو كان يستاهل وبصراحه كريقتك تستاهل
مبروك عالمدونة لاني اول مره اشوفها
وربنا يوفقكوا
تحياتي