أهلاً وسهلاً بكل زوار مدونة أقلام حائرة....إذا كانت لديكم أية ملاحظات أو اقتراحات راسلونا على عنوان المدونة confusedideas@yahoo.com ..... نتمنى لكم زيارة مفيدة ومتكررة بإذن الله....

2007/07/09

شيــــــكاغــو




رواية شيكاغو هى رواية الكاتب " علاء الأسوانى " بعد رواية " عمارة يعقوبيان " الشهيرة



وكانت تمثل تحدى لعلاء الأسوانى فالجميع ينتظر روايته الجديدة ليروا اذا كان يتمتع بالموهبة حقا ام ان يعقوبيان كانت حدثا فريدا وروايته الوحيدة



شيكاغو تتشابه مع عمارة يعقوبيان



ففى عمارة يعقوبيان هو عباره عن رصد لاحوال مصر والمصريين من خلا ل شخصيات من فئات وطبقات



مختلفة من الشعب تجمعهم عمارة واحدة ومن خلال قصة حياة كل شخصية يظهر كل عيويب الدولة المصرية والمجتمع المصرى



وفى " شيكاغو " هى رصد لأحوال المصريين المهاجرين الى امريكا وتأثير الهجرة والحياة الامريكية عليهم وايضا



من خلال قصة حياة كل شخصية نكتشف العيوب والاضرار البالغة التى تنجم عن الهجرة حتى لو لم يراها المهاجرين وكذلك عيوب المجتمع الأمريكى



فى الروايتين لايوجد عقدة معينة تسعى الرواية لحلها بل هى عبارة عدة روايات لاشخاص لا يجمعهم اى رابط



او اى خيط بل نتابع عدة قصص فى وقت واحد فالروايتين عبارة عن مجموعه من القصص عن عدة أشخاص



ويغلب عليها الطابع السردى للاحداث



نعود " لشيكاغو " الرواية تدور فى امريكا فى مدينة شيكاخو أبطال الرواية جميعهم من المهاجرين وهم فئتين



فئة الشباب وفئة هاجرت من 30 عاما وأصبح لها وضع كبير فى امريكا ونرى تاثير الهجرة وتأثير امريكا عليهم

رأفت ثابت : دكتور الجامعه الذى هاجر من 30 عام الى امريكا هربا من التخلف والديكتاورية الى العدل والعلم كما يقول دائما ويصر اته لم يعد مصرى بل اصبح امريكى قلبا وقالبا ويتبرأ دائما من كل ماهو مصرى ويسخر من العادات والتقاليد البالية التى مازالت تتحكم فى عقول المصريين. الا انه بالرغم من ذلك فى داخله لا يستطيع تقبل فوضى الحرية فى المجتمع الامريكى ويرغب فى تطبيق عاداتنا المصرية التى يتبرأ منها ويصل هذا الصراع الى اشده حين تعلن ابنته انها سوف تنتقل للاقامة مع صديقها فيجن جنونه ويعود المصرى الفلاح المقتنع ان البنت مكانها بيت والدها لاتصادق الاولاد وتحافظ على نفسها حتى زواجها . وفى النهاية تتحطم حياته وتموت ابنته من اثر جرعه هيروين زائدة ويدرك مدى خطأه لكن متاخرا

محمد صلاح : دكتور الجامعه المهاجر من 30 عاما واعتبرت حبيبته هجرته هذه هروب ووصفته بالجبن وتظل هذه الكلمات تؤلمه طوال سنوات هجرته وفى النهاية يكتشف مدى أخطأه بالهجره وأنه غير سعيد فى حياته و تنهار اعصابه من شدة حنينه الى مصر ولكل شيء مصرى لتصيبه حالة نفسية غريبة جعلته يهجر زوجته الامريكية ويعود ليرتدى ملابسه القديمة التى أتى بها من مصر من 30 عام ويبحث عن أرقام اصدقاء الجامعه القدامى ويتصل بحبيبته وفاء ويسالها هل مازالت تعتبره جبان ثم تأتيه الفرصه ليثبت لها العكس حين يختاره اصدقاؤه ليلقى بيان فى حضور رئيس الجمهورية اثناء زيارته لامريكا يطالبه فيها بالتنحى استجابة لرغبة أغلب المصريين فى مصر والخارج بسبب الاوضاع السئية التى وصلت لها مصر الا انه بسبب رهبة الموقف لا يستطيع القاء البيان لتتعمق لديه عقدة الهرب والجبن وينهى حياته منتحرا فى قبو فيلته

كرم دوس : طبيب جراحه القلب المسيحى الناجح : الذى هاجر الى أمريكا هربا من اضطهاد استاذه له فى الجامعه والذى اكتشف ان كونه مسيحى لايضيف له شيىء فى أمريكا فهو فى النهاية عربى ملون ورغم نجاحه الكبير فى امريكا الاانه ظل يتمنى لو كان فى مصر ويعتبر ان كل نجاح خارجها هو نجاح ناقص لايثير الفخر ويظل ولائه دائما لكل شيء مصرى حتى انه لايقوم باجراء اى عملية جراحية مهما كانت معقدة الا وهو يستمع لام كلثوم داخل غرفة العمليات ويحاول لاخر لحظة افادة مصر والعمل لمصلحتها سواء على الصعيد العلمى او السياسى وتحدث له مفارقه ان تطلب منه مصر ان يجرى عملية جراحة قلب سريعه لاحد اساتذة الجامعه ويكتشف انه الاستاذ الذى نصحه بترك الجراحه لانه لن يتركه ينجح فيها وكان المتسبب فى هجرته
وهو من أجمل شخصيات الرواية الذى يعكس فعلا مصريتنا الحقه التى يتشابه فيها المسلم والمسيحى

دينيس بيكر : طبيب امريكى اسطوره فى مجال الهستولوجى ويعشق الشرق والحضارة المصرية ويحب المصريين ومن خلال صديقته السمراء نكتشف الوجه القبيح للعنصرية ضد السود التى مازالت تمارس بشكل رهييب رغم ان الظاهر انها اختفت الا انها مازالت فى اعماق المجتمع الامريكى وتغلق الابواب امام فى وجه مستقبل السود فى كثير من المناطق وهذه العنصرية التى تتنعكس بالسلب على شخصية صديقته وعلى علاقته بها

شيماء محمدى : الشابة الملتزمة دينيا جدا والتى يرشحها تفوقها لبعثة الى جامعه الينوى بشيكاغو وتجد نفسها وسط جو غريب عنها ومربك الا انها تقرر الاستمرار وتتعرف على زميلها " طارق حسيب " لتدخل معه فى علاقة تغير من مبادئها وقيمها التى ظلت عليها طوال سنوات عمرها لينتهى بها الامر الى مصحة للاجهاض فى شيكاغو لتتخلص من حملها الغير شرعى !!!!

صفوت شاكر : ضابط امن الدولة فى أبشع صوره على الاطلاق والذى يمسك منصب امنى كبير فى السفارة المصرية ليمارس القهر والكبت على حريات كل المصريين المثقفين الذى يتخذون جهة المعارضة ومن خلاله نكتشف بشاعه مايحدث ولاتصدق انه يمكن ان يكون هناك بشر مثل هذه الشخصية أو ان هذا يحدث فى مصر ومن خلاله يكشف اساليب امن الدولة الرخيصة للنيل من الأبرياء

احمد دنانة : مثال للشخص المنافق الوصولى الذى لايهمه سوى مصلحته اولا واخيرا حتى لو على حساب شرفه والذى يعلم الجميع انه عميل للامن والذى يتقبل اعجاب ضابط امن الدولة بزوجته فى مقابل ترقيته لمنصب أعلى

ناجى عبد الصمد : صاحب المبادىء والافكار المهاجمة لامريكا وسياستها والذى رشح لبعثة فى جامعة الينوى
ويظل تحت رقابة أمن الدولة ويجد نفسه على علاقة مع صديقة يكتشف أنها يهودية وحين يحاول تنظيم بيان ليلقيه أمام الرئيس اثناء زيارته لأمريكا يكتشف ان الرقابة والكبت ليسوا فقط فى مصر بل تطارد المصريين اينما رحلوا !!!

طارق حسيب : ابن اللواء وابن الذوات المتفوق والمنضبط والعملى للغاية الذى يتغير حين يقابل زميلته المهاجرة " شيماء محمدى " ويدخل معها فى علاقة حب يجد نفسه متذبذب بين عقليته المصريه التقليدية وعقليته المتحرره فى أمريكا ويؤثر هذا سلبا على حياته ودراسته
الرواية هادفه فعلا وفكرتها جيدة جدا ايضا هى رواية مثيرة ومشوقه من اول سطورها حتى نهايتها فى اسلوب سريع شيق
شخصيات الرواية مرسومة بدقة عاليه جدا جدا ومهارة شديدة

الا ان علاء الاسوانى بجرأته الشديدة وتجاوزه لخطوط حمراء كثيرة لم يتجاوزاها اديب او روائى جعل الرواية كما تستحق المديح






تقابل هجوم ونقد كبير لهذه الجرأة والتجاوز خاصه وان ليس له مايبرره على الاطلاق وكان يمكن ان تكون روايته خاليه من هذه






التجاوزات بدون ان تتأثر اطلاقا لكن أعتقد ان علاء الاسوانى افسد روايته بهذه التجاوزات ولا ادرى لماذا هل ليضمن الاثارة






والتجاح لروايته ؟ ام لانه مثل البعض يجد فى هذه التجاوزات لفت للانتباه وتميز وتثير الفضول ؟ لقد وقع فى خطأ كبير لانه كاد ان






يحول روايته الهادفه الجيدة الى رواية مبتذله وقد تكون كذلك فى بعض الفصول ولولا هذا لاستحقت شيكاغو ان تكون افضل






الروايات المصرية لهذا العام نتمنى أن يدرك الكاتب خطأه ولا يكرره فهو كاتب موهوب بالفعل ولديه فكر جيد جدا يستحق القراءة



By: هبه عبدالله

5 comments:

Gamal Hamza said...

السلام عليكم....

أهنئكِ أختى العزيزة هبه على هذه الدراسة التحليلية النقدية الرائعة...

فى انتظار المزيد من الرؤى النقدية للروايات المهمة والشهيرة...

Mohamed M. Abo El-Gheit said...

الحقيقة ان الاسوانى زودها شوية.. هذه رواية أخشى من الاحتفاظ بها في درج مكتبى...

ولكن لماذا زادت مبيعاتها كشقيقتها عمارة يعقوبيان؟! ليس بالطبع لأن الشعب مثقفا ، ولكن لأنها مفعمة بالجنس بطريقة تسيل لعاب الكثيرين :D

بعيدا عن ذلك فالرواية ليست جيدة في نظرى، خاصه مع استخدام الكاتب نفس الاسلوب في روايته السابقة (السرد/ القصص المنفصلة)

Anonymous said...

:) good article

habhoba said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا شكرا على تحليلك النقدى الرائع لروايه"شيكاغو" ..
فى الحقيقة علاء الاسوانى كاتب ذو قلم جرئ,يصور الواقع بحذافيره,وكأى كاتب يريد محاكاة الواقع بكل ما فيه من تجاوزات والتزامات , وعند كاتبنا "علاء الاسوانى" نجد انه يملك موهبة رائعة كفيلة بلفت النظر اليه والى اعماله دون الخروج عن المألوف!!
بالنسبة لرواية"شيكاغو" فارى انها لو تحولت الى فيلما سينمائيا (دون التجاوزات بالطبع)سينجح بالتأكيد..
لكن سؤالين لا ثالث لهما :
- هل عند الكتاب الرغبة فى تحويل تلك الرواية الى فيلم سينمائى كما "عمارة يعوقبيان"؟!!
- يقال ان الشعب المصرى شعبا ذوّاقا للفن ,فهل اذا كان فيلم"عمارة يعوقبيان"خال من الاباحية والمشاهد لكان استطاع الشعب تذوقه وبالتالى ينجح ام ماذا؟!!!!!

ولا حياة لمن تنادى :)

Zika said...

انا بقالي من ساعة ما الرواية نزلت
وانا عمال اقرا تحليلات ونقد ومدح
وهموت والاقي الروايه مش موجوده
لا نسخه الكترونيه علي النت
ولا نسخه كتاب في اكبر المكاتب المصرية هاتجنن واقرا الروايه مش لاقيها ياريت اعرف انتي جبتيها منين
ولو عندك نسخه الكترونيه يعني
اكون شاكر لو اقدر اخدها منك