أهلاً وسهلاً بكل زوار مدونة أقلام حائرة....إذا كانت لديكم أية ملاحظات أو اقتراحات راسلونا على عنوان المدونة confusedideas@yahoo.com ..... نتمنى لكم زيارة مفيدة ومتكررة بإذن الله....

2007/09/10

الثـــــــائر صــــائـد الــــفراشــــات



لا يستطيع المرء أن يكون متأكدا من أن هنالك شيئا يعيش من أجله إلا إذا كان مستعدا للموت في سبيله

" المحررون لا وجود لهم؛ فالشعوب وحدها هي التي تحرر نفسها "

" الثورة‏ ‏قوية‏ ‏كالفولاذ.. حمراء‏ ‏كالجمر.. ‏باقية‏ ‏كالسنديان‏.. ‏عميقة‏ ‏كحبنا‏ ‏الوحشي‏ ‏للوطن.."
إيرنستو جيفارا دي لا سيرنا


تأتى اهمية وجاذبية الثوار فى العالم كله ليس من كونهم ثاروا على أوضاع ما أو نجحزا فى تغيير

اوضاع خاطئة فقط بل لانهم أيضا رمز للثورة للشجاعه والعدل رمز لما نريد جميعا تحقيقه نستمد

منهم الامل والحلم والشجاعه وهم كثيرون

منهم " جيفار " الثائر الأسطوره الذى ولد بحلم كبير فى تغيير كل الاوضاع الخاطئة ومساند لكل

حركات التحرير فى تشيلى وفيتنام والجزائر ...الخ ومقاوم لاى هيمنة وسيطرة أمريكية على اقتصاد اى دولة

نرى صورته على زجاج سيارات بعض الشباب أو جدران غرفهم وملابسهم ربما دون أن يعلموا

تفاصيل قصته قيكفى انه كان دائما ثائر على كل ظلم

كانت آخر كلماته فى لحظة تنفيذ حكم الاعدام والتى أصر أن يظل واقفاً فيها هى كلمته لمن ينفذ فيه

حكم الاعدام " إعلم أنك الآن تقتل رجلاً "

إيرنستو غيفارا دي لا سيرنا (Ernesto Guevara de la Serna)

ولد سنة 1928 في الرابع عشر من يونيه في روساريو - الأرجنتين لأم بريطانية‏ ‏الأصل‏،

منذ صغره كانت تنتابه نوبات الربو المزمن . أما روحه فكانت لاذعة ساخرة من كل شيء حتى

من نفسه، وقد أجمعت آراء من اقتربوا منه أنه كان يحمل داخله تناقصا عجيبا بين الجرأة

والخجل، وكان دافئ الصوت عميقه، كما كان جذابا وعبثي المظهر كذلك. ‏ولطالما‏ ‏وصفه‏ ‏والده‏

‏بأنه‏ ‏متمرد‏ ‏لحدِّ‏ ‏الجنون. وكان أول تمرده على تدليل امه المبالغ فيه له وخوفها الشديد عليه

وعلى صحته فتمرد على هذا الوضع بعد أن شعر ‏بالاختناق‏ ‏من‏ ‏هذه‏ ‏المعاملة‏ المفرطة في

التدليل، وأخرج جسده النحيل من ‏القطن‏ ‏الذي‏ ‏يحيط‏ ‏به‏, ‏‏وبدأ‏ ‏يمارس‏ ‏جميع‏ ‏أنواع‏ ‏الرياضة‏ ‏وأخذ

على نفسه عهدًا ‏أنه‏ ‏لا يمكن‏ ‏لأحد‏ ‏أن‏ ‏يفرض‏ ‏عليه‏ ‏أية‏ ‏قيود،
اضطرت العائلة إلى ترك العاصمة والانتقال إلى مكان أكثر جفافا؛ لأجل صحة الفتى العليل، وفي

أثناء ذلك كان اللقاء الأول بين أرنستو والفقر المدقع والوضع الاجتماعي المتدني في أمريكا اللاتينية.
في مارس 1947 عادت الأسرة إلى العاصمة ليلتحق الفتى بكلية الطب، وعند نهاية المرحلة

الأولى لدراسته حين كان في الحادية والعشرين من عمره قام بجولة طويلة استمرت حوالي 8

أشهر على الدراجة البخارية نحو شمال القارة مع صديق طبيب كان أكبر منه سنا وأقرب إلى

السياسة. ومن هنا بدأ استكشاف الواقع الاجتماعي للقارة، وبدأ وعيه يتفتح ويعرف أن في الحياة

هموما أكثر من مرضه الذي كان الهاجس الأول لأسرته؛ فرأى حياة الجماعات الهندية، وعاين

بنفسه النقص في الغذاء والقمع.. ومارس الطب مع عمال أحد المناجم وهو ما حدا بالبعض أن

يصفه بأنه من الأطباء الحمر الأوروبيين في القرن 19 الذين انحازوا إلى المذاهب الاجتماعية

الثورية بفعل خبرتهم في الأمراض التي تنهش الفقراء.

وفي يوم ‏سُجنت‏ ‏والدته‏ ‏فجأة‏ً ‏ودون‏ ‏أي‏ِّ ‏مقدمات‏ ‏وتعرَّضت‏ ‏للتعذيب‏ ‏ولم‏ ‏ينقذها‏ ‏سوى‏ ‏نفوذ‏ ‏عائلته‏ ‏وغِنَى‏ ‏والده‏، وهنا قرر جيفارا أن يهب نفسه للنضال،

وفي عام 1953 بعد حصوله على إجازته الطبية قام برحلته الثانية وكانت إلى جواتيمالا، حيث

ساند رئيسها الشاب الذي كان يقوم بمحاولات إصلاح أفشلتها تدخلات المخابرات الأمريكية،

وقامت ثورة شعبية تندد بهذه التدخلات؛ ما أدى لمقتل 9 آلاف شخص، فآمن الطبيب المتطوع

الذي يمارس هواياته الصغيرة: التصوير وصيد الفراشات، أن الشعوب المسلحة فقط هي القادرة

على صنع مقدراتها واستحقاق الحياة الفضلى.

وقابل هناك هيلدا اليسارية من بيرون والتى كانت فى منفاها فى جواتيمالا فتزوجها وأنجب منها طفلته

الأولى،
غادر "جيفارا" جواتيمالا إثر سقوط النظام الشعبي بها بفعل الضربات الاستعمارية التي دعمتها الولايات

المتحدة، مصطحبا زوجته إلى المكسيك التي كانت آنذاك ملجأ جميع الثوار في أمريكا اللاتينية
كان قيام الانقلاب العسكري في كوبا في 10 مارس 1952 سبب تعارف جيفارا بفيدل كاسترو الذي

يذكره في يومياته قائلا: "جاء فيدل كاسترو إلى المكسيك باحثا عن أرض حيادية من أجل تهيئة رجاله

للعمل الحاسم".. وهكذا التقى الاثنان، وعلى حين كان كاسترو يؤمن أنه من المحررين، فإن جيفارا كان

دوما يردد مقولته: "المحررون لا وجود لهم؛ فالشعوب وحدها هي التي تحرر نفسها". واتفق الاثنان

على مبدأ "الكف عن التباكي، وبدء المقاومة وذهبا معا الى كوبا



و التحق بالحركة الكوبية تحت قيادة فيدل كاسترو ، وقد لعب دورا مهما في هذه الحركة حيث اشتهر

بلقب الضابط الأذكى بسبب صفاته ، كان يكره الخيانة والغدر والجبن ، حتى عندما ألقي القبض عليه وتم

سجنه لم يتفوه بكلمة سيئة عن اللذين خانوه ووشو به ، وبهذه الصفات كان قد كسب احترام اصدقائه

وأعدائه أيضا !! ، حتى عدوه اللدود جاري برادو (Gary Prado) كابتن الجيش البوليفي قائد عملية

تدمير فرقة غيفارا العسكرية أعجب بشجاعة وصفات غيفارا نفسه .

وأحبط غيفارا العديد من محاولات إغتيال كاسترو " الذى أصبح فيما بعد حاكم كوبا رسميا" التي نظمتها

وكالة الإستخبارات المركزية (CIA) .
وظلت المجموعة تمارس حرب العصابات لمدة سنتين حتى دخلت العاصمة هافانا في يناير 1959

منتصرين بعد أن أطاحوا بحكم الديكتاتور "باتيستا"، وفي تلك الأثناء اكتسب جيفارا لقب "تشي" يعني رفيق

السلاح، وتزوج من زوجته الثانية "إليدا مارش"، وأنجب منها أربعة أبناء بعد أن طلّق زوجته الأولى. وقتها كان "تشي جيفارا" قد وصل إلى أعلى رتبة عسكرية (قائد)، ثم تولى بعد استقرار الحكومة الثورية

الجديدة هذه المناصب على التوالى واحيانا فى نفس الوقت

سفير منتدب إلى الهيئات الدولية الكبرى
رئيس البنك المركزي
مسئول التخطيط
وزير الصناعة

ومن مواقعه تلك قام جيفارا بالتصدي بكل قوة لتدخلات الولايات المتحدة الأمريكية وسيطرتها على

اقتصاد البلاد ؛ فقرر تأميم جميع مصالح الدولة بالاتفاق مع كاسترو؛ فشددت الولايات المتحدة الحصار،

وهو ما جعل كوبا تتجه تدريجيا نحو الاتحاد السوفيتي وقتها. كما أعلن عن مساندته حركات التحرير في

كل من: تشيلي، وفيتنام، والجزائر. وبالطبع خلال هذا اكتسب عدواة العديد من الانظمة والدول


وعلى الرغم من العلاقة العميقة القوية بين جيفارا وكاسترو، فإن اختلافا في وجهتي

نظريهما حدث بعد فترة؛ فقد كان كاسترو منحازا بشدة إلى الاتحاد السوفيتي، وكان يهاجم باقي الدول الاشتراكية. كما اصطدم جيفارا بالممارسات الوحشية والفاسدة التي كان يقوم بها قادة حكومة

الثورة وقتها، والتي كانت على عكس ما يرى في الماركسية من إنسانية.. فقرر

جيفارا مغادرة كوبا متجها إلى الكونغو الديمقراطية (زائير)، وأرسل برسالة إلى

كاسترو في أكتوبر 1965 تخلى فيها نهائيا عن مسؤولياته في قيادة الحزب، وعن

منصبه كوزير، وعن رتبته كقائد، وعن وضعه ككوبي، إلا أنه أعلن عن أن هناك

روابط طبيعة أخرى لا يمكن القضاء عليها بالأوراق الرسمية، كما عبر عن حبه

العميق لكاسترو ولكوبا، وحنينه لأيام النضال المشترك.
وذهب "تشي" لأفريقيا مساندا للثورات التحررية، قائدا لـ 125 كوبيا، ولكن فشلت

التجربة الأفريقية لأسباب عديدة، منها عدم تعاون رؤوس الثورة الأفارقة، واختلاف

المناخ واللغة، وانتهى الأمر بجيفارا في أحد المستشفيات في براغ للنقاهة، وزاره كاسترو بنفسه ليرجوه العودة.

بعد إقامة قصيرة في كوبا إثر العودة من زائير اتجه جيفارا إلى بوليفيا التي

اختارها، ربما لأن بها أعلى نسبة من السكان الهنود في القارة.
لم يكن مشروع "تشي" خلق حركة مسلحة بوليفية، بل التحضير لرص صفوف

الحركات التحررية في أمريكا اللاتينية لمجابهة النزعة الأمريكية المستغلة لثروات

دول القارة.
وقد قام "تشي" بقيادة مجموعة من المحاربين لتحقيق هذه الأهداف، و أعلنت

الحكومة البوليفية جائزة تقدر بـ 4.200 دولار أمريكي للقبض على تشي غيفارا

وقام أثناء تلك الفترة الواقعة بين 7 نوفمبر 1966 و7 أكتوبر 1976 بكتابه يوميات

المعركة.
وعن هذه اليوميات يروي فيدل كاسترو: "كانت كتابة اليوميات عادة عند تشي

لازمته منذ أيام ثورة كوبا التي كنا فيها معا، كان يقف وسط الغابات وفي وقت

الراحة ويمسك بالقلم يسجل به ما يرى أنه جدير بالتسجيل، هذه اليوميات لم تُكتب

بقصد النشر، وإنما كُتبت في اللحظات القليلة النادرة التي كان يستريح فيها وسط كفاح بطولي يفوق طاقة البشر"


في يوم 8 أكتوبر 1967 وفي أحد وديان بوليفيا الضيقة هاجمت قوات الجيش

البوليفي المكونة من 1500 فرد مجموعة جيفارا المكونة من 16 فردا، وقد ظل

جيفارا ورفاقه يقاتلون 6 ساعات كاملة وهو شيء نادر الحدوث في حرب

العصابات في منطقة صخرية وعرة، تجعل حتى الاتصال بينهم شبه مستحيل.
وقد استمر "جيفارا" في القتال حتى بعد موت جميع أفراد المجموعة رغم إصابته

بجروح في ساقه إلى أن دُمّرت و مسدسه وهو ما يفسر وقوعه في الأسر حيا

واعلن قائد الجنود هو جاري برادو في تمام الساعة الرابعة عصرا بأنه قد أسر

تشي غيفارا وأرسل الرسالة المتفق عليها عن طريق اللاسلكي الى الكولونيل

زينتينو ، طلب الكولونيل تأكيدا لأنه لم يكن مصدقا ووصله التأكيد فأمر بإحضار

غيفارا وجميع الأسرى إلى المقر

وإستقبل رودريجوز عميل ال " CIA رسالة رمزية تعني بأنه تم القبض على غيفارا

ممددا على حمالة قام بحمل غيفارا أربع جنود نحو قرية لاهيجيراس التي تبعد 7

كيلومترات ، وتم إرغام ويلي " أحد رجال المجموعه " على السير ويديه مقيدتين

خلفه ، وتم الوصول في الليل ووضعوا في الأسر منفصلين ،"، وبقي حيا لمدة 24

ساعة، ورفض أن يتبادل كلمة واحدة مع من أسروه وبعد مدة تم إحضار 5 من أفراد المقاومة
أعلن الجيش البوليفي بأنه تم القضاء على تشي غيفارا وقتله في الجبال وأن الجيش يتحفظ على الجثة في الوقت الراهن ، ولكن لم يتم تأكيد الخبر من قبل الجهات العليا .

وتم ارسال مذكرة للرئيس الأمريكي يعلمه بأنه تم القبض على غيفارا من قبل

الوحدة المدربة على يد القوات الأمريكية .

9 أكتوبر سنة 1967 ، الساعة السادسة والربع صباحا :

وصل رودريجوز بالهليكيوبتر إلى لاهيجيراس مع الكولونيل زينتينو ، أحضر

رودريجوز معه مسجلا وكاميرا قوية مخصصة لتصوير المستندات لتسجيل الأحداث .

قام رودريجوز بتصوير مذكرات غيفارا التي وجدها معه ، بالإضافة إلى أنه قام

بالحديث مع غيفارا قليلا وصوره ، والصور موجودة في وكالة الإستخبارات

المركزية

في الساعة العاشرة صباحا ، تم عقد اجتماع بين القادة البوليفيين ، وتوصلوا أن

إجراء محاكمة لـ تشي قد يثير تعاطف الرأي العام والعالم ، إذن لابد من إنهاء

غيفارا حالا ، ولكن القصة التي ستنشر رسميا أنه مات بسبب جروح أصيب بها في

المعركة ، وتلقى رودريجوز إتصالا يشير أن عليه القيام بالمهمة 500 و 600 ،

كانت المهمة 500 تعني تشي والمهمة 600 تعني قتل تشي :

أجاب رودريجوز بأن الحكومة الأمريكية قد طلبت منه الإبقاء على تشي مهما كان

الثمن ، وقد كانت الحكومة الأمريكية و الإستخبارات الأمريكية قد جهزت طائرة

ومروحية لنقل غيفارا إلى بانما لإستجوابه ، ولكن السلطات أخبروه بأن عليه

إطاعة الأمر ، هنا قرر رودريجوز بأن يترك التاريخ يأخذ مجراه، ويطيع البوليفيين .

ذهب رودريجوز ليخبر تشي بالأوامر الصادرة ، أجابه تشي : الأمر أفضل هكذا ،

ما كان يجب أن يتم القبض علي حيا

ثم أعطى رودريجوز رسالتين ، إحداهما لـ فيدل كاستور والثانية لزوجته ، قام

رودريجوز بإحتضان غيفارا وهو يبكي ثم غادر الغرفة

ويقال بأنه تم عقد قرعة بين الضباط حول من سيكون منفذ حكم الإعدام في غيفارا
وفي مدرسة القرية نفذ الاغتيال بإطلاق النار على "تشي".
وقد رفضت السلطات البوليفية تسليم جثته لأخيه أو حتى تعريف أحد بمكانه أو

بمقبرته حتى لا تكون مزارا للثوار من كل أنحاء العالم.

هرب رودريجوز بعد ذلك فورا مخافة أن يقتله الكوبيين أو أصدقاء تشي كونه رجل

إستخبارات أمريكي ، إرتدى زيا عسكريا بوليفيا وولى بالفرار ..
اغتيل جيفارا, هو ذاك الطبيب والشاعر, هو الثائر وصائد الفراشات. وحتى بعد

مرور وقت طويل على مقتله, ما زالت بعض الاسئلة من الصعب الاجابة عليها, فلم

يحسم احد حتى اليوم أمر الوشاية بجيفارا. وأيضاً لا أحد يعرف أين قبر جيفارا

الحقيقي مع أن البعض زعم اكتشافه. ويقال أنه عُثِر في عام

1997 ‏على ‏رفاته‏ ‏في‏ ‏بوليفيا‏ ‏وأخذها صديقه كاسترو حاكم كوبا ودفنها في الأرض

التي حررها بدمائه.



فىعام 1998 وبعد مرور 30 عاما على رحيله انتشرت في العالم كله حمّى

جيفارا؛ حيث البحث الدءوب عن مقبرته، وطباعة صوره على الملابس والأدوات

ودراسة سيرته وصدور الكتب عنه.
اصبح جيفارا رمز الثورة واليسار في العالم اجمع, فيراه اليساريون صفحة ناصعة

في تاريخهم المليء بالانكسارات والأخطاء، وأسطورة لا يمكن تكرارها على

مستوى العمل السياسي العسكري، وهذا ما تؤيده مقولته الرائعة لكل مناضل ومؤمن

بمبدأ على اختلاف اتجاهه لا يستطيع المرء أن يكون متأكدا من أن هنالك شيئا

يعيش من أجله إلا إذا كان مستعدا للموت في سبيله مات الثوري وماتت الاسطورة النادرة, مات ذلك الجسد الذي لم ينهكه الربو, بل

اغتالته الديكتاتورية. لكن الروح لم تمت لتبقى خالدة, لتبقى رمز الثورة والنصر والقومية .

كتب عنه الشاعر احمد فؤاد نجم قصيدة " جيفارا مات "

جيفارا مات

جيفارا مات
آخر خبر فِ الراديوهات
و فِ الكنايس
و الجوامع
و فِ الحواري
و الشوارع
و عَ القهاوي و َ البارات
جيفارا مات
جيفارا مات
و اتمد حبل الداردشة و التعليقات
********
مات المناضل المثال
يا ميت خسارة عَ الرجال
مات الجدع فوق مدفعه جوّه الغابات
جسّد نضاله بمصرعه
و من سُكات
لا طبالين يفرقعوا
و لا اعلانات

ما رأيكم دام عزكم
يا انتيكات
يا غرقانين
فِ المأكولات و الملبوسات
يا دفيانين
و مولعين الدفايات
يا محفلطين
يا ملمّعين يا جيمسنات
يا بتوع نضال آخر زمن
ف العوامات
ما رأيكم دام عزّكم
جيفارا مات
لا طنطنة
و لا شنشنة
و لا إعلامات و استعلامات
عيني عليه ساعة القضا
من غير رفاقه تودّعه
يطلع أنينه للفضا
يزعق و لا مين يسمعه
يمكن صرخ من الألم
من لسعة النار فِ الحشا
يمكن ضحك
أو ابتسم
أو ارتعش
أو انتشى
يمكن لفظ آخر نفس كلمة وداع
لَجل الجياع
يمكن وصية للي حاضنين القضية
بالصراع
صور كتير ملو الخيال
و ألف مليون إحتمال
لكن أكيد و لا جدال
جيفارا مات موتة رجال

يا شغالين و محرومين
يا مسلسلين رجلين و راس
خلاص خلاص
مالكوش خلاص
غير البنادق و الرصاص
دا منطق العصر سعيد
عصر الزنوج و الامريكان
الكلمة للنار و الحديد
و العدل أخرس أو جبان
صرخة جيفارا يا عبيد
في أي موطن أو مكان
ما فيش بديل
ما فبش مناص
يا تجهّزو جيش الخلاص
يا تقولو عَ العالم
خلاص







6 comments:

Gamal Hamza said...

أذكر فى طفولتى أننى كنت أرى صورته كثيراً....
صورته المرسومة بالظلال كانت تعلق على الجدران..
دائماً كنت أتساءل عن كنه هذا الشخص ذو العينين العميقتين والملامح الحادة غير المالوفة...

هو أجنبى كما يبدو من ملامحه فلم يعلقون صورته؟!!...

هذا الزمن لا تعلو الجدران فيه سوى صور المطربين..
ولكنه لم يكن كذلك...

فيما بعد عرفت من هذا..
وعرفت لماذا استحق أن يكون رمزاً..

ومازلت كلما أرى صورته الآن أذكر عم (نجم) وهو يردد :
[b]خلاص..خلاص
مالكوش خلاص..
ما فيش بديل..
ما فبش مناص..
يا تجهّزوا جيش الخلاص..
يا تقولوا عَ العالم خلاص.. [/b]

جميل الموضوع يا هبه...
ومفيد جداً فى الوقت الحالى..
بالفعل نحتاج لدراسة قصة حياة جيفارا بتأنى وتدقيق...

لعلنا نخرج منها بدرس من الدروس الكثيرة التى تحويها...

Zika said...

جميييييييييل اوي الموضوع ده
وتجميع جامد جدا لحياة بطل
حتي لو اختلفنا معاه في الراي تبقي فكرة الثورة هي ما تميز جيفارا عن غيره
وهي اللي بتعمله بطل

بالله عليكوا تشيكل
ال
word vericication

Gamal Hamza said...

اقتباس :
بالله عليكوا تشيكل
ال
word vericication

طلباتك أوامر

habhoba said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
اختى العزيزة جدا هبة ..
شكرا جزيلا على عرضك لقصة حياة وكفاح "جيفارا"..
انا وقبيل قرائتى لموضوعك لم أعرف من هو"جيفارا" فقد كنت أرى صوره مطبوعا على تيشرتات معظم الشباب وصوره معلقه فى سلاسل على صدور المعظم الآخر,
فلا تتخيلى انك أنرتِ بصيرتى عن هذه الشخصية فقد كنت أسمع كثيرا انه "شيوعى" دون النظر الى ما فعله طيلة حياته من نضال و ثورة ضد الظلم بشكل عام..

من اجمل ما فى هذه المدونة هو عرض كل ماهو جديد و مميز ..
:)

hopy said...

شكرا لكم كلكم على قرائتكم وتعليقكم على الموضوع واسعدنى قوووى انه اعجبكم لانه من احب الموضوعات الى قلبى

sallykhaled said...

السلام عليكم
العزيزه هبه
الموضوع اكثر من رائع,اشكرك جزيلا على هذه المعلومات عن المناضل جيفارا.
ارجو ان تتقبلى مرورى.