أهلاً وسهلاً بكل زوار مدونة أقلام حائرة....إذا كانت لديكم أية ملاحظات أو اقتراحات راسلونا على عنوان المدونة confusedideas@yahoo.com ..... نتمنى لكم زيارة مفيدة ومتكررة بإذن الله....

2007/07/15

الغرب وعمل المرأة

هل حقاً الغرب مقتنع بارائه حول الحرية المطلقة
حول حقوق المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة فى جميع المجالات ؟ وحول نظرتهم الى عمل المرأة ؟
سؤال دار بذهنى وأنا أشاهد قريبا فيلم أمريكى للنجمة الجميلة نيكول كيدمان تدور أحداثه حول سيدة عاملة فى مجال الاعلام والتى
تمنح عملها اهتمام كبير واهمية قصوى فى حياتها لدرجة انها لا تجد وقت لالتقاط أنفاسها بين عملها خارج المنزل وعملها داخل
المنزل الى أن يأتى يوم تفاجأ فيه بربة عملها تفصلها من وظيفتها بسبب غيرتها منها ومن نجاحها فتصاب بانهيار عصبى شديد يدفع
زوجها الى ترك عمله مؤقتاً والانتقال الى مدينة ريفية نائية بعيدا عن المدينة وجوها ويستأجرون منزل فى هذه المدينة الهادئة لراحة
أعصابها من أول لقطة تبدو صاحبه المنزل غريبة نوعا ما فهى تبدو وكأنها خارجة من احدى أفلام الستينات بشعر أشقر عالى فى
تسريحه ناعمة جدا وفستان قصير منفوش بدون اكمام أشبه بفساتين العروسه باربى وحين تعرفها الى باقى سيدات القرية نجدهم
بنفس الهيئة والمظهر من حيث الملابس الكلاسكية والماكياج الناعم ذو الالوان التقليدية ولا شيء يشغل بالهن سوى الحفاظ على
رشاقتهن وجمال بشرتهم وتفاجأ البطلة بسطحية عقولهن وقلة اهتمامتهم وحين عرفت انهن يجتمعن كل أسبوع لمناقشة كتاب ما
فرحت جدا واختارت احدى الكتب المعقدة لتجدهم قد اختاروا كتاب يدور حول طرق تزيين شجرة الكريسماس !!!! لكنها تدريجيا تتندمج
فى هذا الجو وتتندمج معهن ويعجبها طريقة الحياه وتسير الأحداث ألى ان تشك البطلة فى سلوك السيدات كأنهن مسيرات آلياً وتبدأ
تبحث فى ماضي كل واحدة لتجد أن جميعهن كانوا يحتلون وظائف مرموقه فواحدة كانت مديرة لمستفى كبير وواحدة قاضية وأخرى
سيدة أعمال .....الخ وفى صورهم القديمة يبدون بمظهر التسعينات الخشن بالملابس العملية والشعر المربوط فى تسريحة عملية وفى
نفس الوقت يعرف الزوج من باقى الأزواج أن زوجاتهم جميعا خضعن لعمليات برمجة وغسيل مخ جعلتهم فى هذه الصورة المثالية
للمرأة الناعمة المثيرة التى لا يشغلها شيىء سوى جمالها وبيتها ومطبخها وزوجها ويقترحوا عليه أن تخضع زوجته لنفس العملية .
يتظاهر الزوج بالموافقه حتى يستطيعان تحرير الزوجات من هذه السيطرة وينجحون فى ذلك بالفعل وفى تلك اللحظة يدافع الطبيب
صاحب العملية عن رأيه موضحا وجهة نظره وموضحا هدف الفيلم حين يقول أن فى العصر الحالى اختلت جميع المفاهيم والعلاقات لم
تعد المرأة إمرأة لم يعد زوجها وأولادها هم أهم مالديها وان خروجها للعمل واصرارها على المساواة بالرجل فى جميع المجالات أدى
الى فوضى بالمجتمع وفوضى فى الأسرة وان الرجل افتقد المرأة الحنونه افتقد أنوثتها وضعفها واهتمامها به ثم تتضح مفاجأة اخرى
وهى أن زوجة الطبيب وصاحبة المنازل هى من وراء كل هذا ووراء هذه العمليات وقد قامت بذلك لتصحيح الاوضاع بعد أن اكتشفت
خيانة زوجها لها مع فتاة شقراء فتركت عملها الهام وتركت عقودها مع وزارة الدفاع حين وجدت أنه لم ينفعها بشيىء فى حياتها
كزوجة وامرأة وأنها تعرضت لأسوأ أنواع الفشل الذى يمكن أن تواجهه زوجة وإمرأة فتفرغت لتصحيح هذه الأوضاع وصنعت انسان
آلى شبيه بزوجها لتوهم نفسها بأنها تحيا حياة زوجية ناجحة فى نهاية الفيلم تتحرر جميع النساء من السيطرة ويعاقبن أزواجهن على
مافعلوه بهن وتعود البطلة الى عملها بقصة ناجحة وموضوع هام لكن بعد أن يكون الجميع تعلم الدرس
ربما بالغ الفيلم قليلا فى رسم صورة المرأة التى يتمانها الرجل فالمرأة السطحية للغاية أيضاً غير مقبولة الا أن الفيلم يكشف عمق
التناقض والصراع الذى يعيشه المجتمع الغربى وأن المبالغة فى طلب الحرية والمساواة بين الرجل والمرأة أدى الى ضغط عصبى
على الجانبين فالمرأة لا تستطيع التراجع والاعتراف أن مكوثها فى البيت والاهتمام بزوجها واولادها افضل فى بعض الاحيان ولا يقلل
من شأنها ولا من ثقافتها وشخصيتها والرجل لا يستطيع التراجع عن رأيه الذى يعلنه فى كل وقت عن حرية المرأة وحقها فى العمل
والمساواة باعتبار هذا هو مقياس التحضر. وادى هذا الوضع الى هذا الخلل الفظيع فى العلاقات الزوجية والمجتمع بأكمله
الفيلم ليس مجرد فيلم شيق نستمتع به لكنه أيضا فيلم هام يوضح رأى الغرب فى مفاهيمه وأرائه التى يتشدق بها دائما ويعتبرها مثال
للتحضر والرقى ويعتبر كل من يخالفها مثال للتخلف . ويضعهم أمام الحقيقة التى يتهربون منها وهى ان أرائهم خاطئة وانهم يتمنون
العودة الى العلاقات الطبيعية حيث الرجل سيد خارج المنزل والزوجه اهم وظائفها منزلها
المثير للدهشة لماذا دائما يفخرون بارائهم المتحضرة ويسخرون من أرائنا الرجعية ؟
أعتقد أنه اذا كان هناك من يسخر من الآخر فهو نحن من يحق لنا السخرية
فحريتهم لم تجلب لهم سوى المتاعب ومجتمع ملىء بالامراض الاجتماعية والجرائم والأسر المفككه
ويحق لنا الفخر بكل مايعتبرونه رجعية وتخلف

2 comments:

Mohamed M. Abo El-Gheit said...

السلام عليكم..

أشعر دائما أن المجتمع الغربى ينظر إلى
الرجل والمرأة باعتبارهما آلتين يجب أن نحقق بواسطتهما أعلى كفاءة إنتاجية! فهو مثلا يعلل ضرورة خروج المرأة للمرأة بأن ذلك سيؤثر في القوة الإنتاجية..وفى هذه اللحظة هو لم ينظر إلى كل من المرأة على أنها مخلوق إنسانى له ميوله، قدراته، رغباته، عقليته، وطبيعته.. والتى قد تختلف مع القوة الإنتاجية تماما!

الموضوع كبير، ولا يمكن إنجازه في تعليق
بالطبع..ـ

الكلام جميل فعلا.. شكرا هبة:)ـ

habhoba said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اول مشاركة لى هنا واول موضوع يلفت انتباهى لانه عن (عمل المرأة) !!
فى الحقيقة سيظل هذا الموضوع حديث الساعة سواء فى الغرب بشكل عام او فى الدول العربية بشكل خاص...وممكن لو سألتينى يا هبة (عايزة تشتغلى ولا لا هقولك حسب ظروفى المستقبلية لكن حاليا هيكون الرد "بالتأكيد")!
وانا معك يا سنيور فى ان المرأة بامكانها التأثير على القوة الانتاجية بشكل كبير فهى جزء لا يتجزأمن المجتمع العامــل بإعتبارها نصف المجتمع....وعلى الرجل ان يعترف بذلك !!
شكرا يا هبة على هذا الكلام الجميل :)