أهلاً وسهلاً بكل زوار مدونة أقلام حائرة....إذا كانت لديكم أية ملاحظات أو اقتراحات راسلونا على عنوان المدونة confusedideas@yahoo.com ..... نتمنى لكم زيارة مفيدة ومتكررة بإذن الله....

2007/09/20

إبراهيم باشا عيسى..



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

نتكلم اليوم في السياسة.. ننبه من أولها أهوه!

*********

تساؤل هاجم قشرتى الرمادية بعنف: متى يكف النظام عن حماقات الصبية؟!

إن كل ما يقوم به النظام يدلل أنه يتفنن في فعل كل شيء أحمق يزيد من كراهية الشعب له .. لا أعلم أن ذلك كان هدف نظام حاكم يوما ما في عصر ما!!

الحماقة هذه المرة تمثلت في الحكم بالحبس والغرامة على أربعة من رؤساء تحرير جرائد خاصة/ مستقلة، ومازالت هناك بعض القضايا في المحاكم.. والتهم : إهانة الرئيس، ورموز الحزب الوطنى، ونشر أخبار كاذبة.. يا سلاااااااااام؟ طبعا التهم المشار إليها فيها مط كبير .. يعنى ممكن مثلا كلامى الآن ينطبق عليه نفس التهم!

ثم إنه ـ بعدل ربنا ـ لو كان على واحد مثل (إبراهيم عيسى) أن يحبس من أجل ترويجه لخبر كاذب واحد.. فشنق رؤساء تحرير الجرائد القومية في ميدان عام أمر وارد جدا بسبب كل تلك الكذبات من طراز "الدنيا ربيع والجو بديع" التى تلاحقنا في كل إصدار يومى .. ولا إيه؟! يبقا الكلام مطاط جدا ..

نرجع لمرجوعنا..نتكلم عن (إبراهيم عيسى) لأنى أعرف عنه أكثر..

ماذا فعل الرجل؟ أغلب الظن أن الرجل وصلته الشائعة كباقى الـ 70 مليون.. ووجدها ـ كصحفى يعرف شغله جيدا ـ فرصة جيدة ليستغل الوضع وليخرج كل ما فى نفسه.. وهكذا أخذ الرجل يتكلم عن الرئيس الذى تصيبه حالات إغماء، ومستقبل البلد المرهون بقرارات عاطفية، وعن رسم القلب على صدر الرئيس، وما إلى ذلك من ألاعيب صحفية تثير غيظى حقا و كلها مزايدة بعيدة عن الموضوعية في مناقشة الأمر .. ثم بعد ذلك يأتى الرجل ليقول إنه كان يطمئن الشعب .. ما علينا!

لكن على الرغم من أن طريقة تناول الدستور لقضية الشائعة لا ترضينى، إلا أن الحبس ليس مرادفا لعدم الرضا على الأطلاق..الحل لم يكن يوما في تكميم الأفواه، ولكن أين الرأى الآخر هنا..؟! أقصد أن تكتب جرائد الدولة شيئا يمكننى أن أقرأه دون أن تبرز شرايين جبهتى من فرط الغيظ ..شيئا قابلا للتصديق فحسب!

على كل الأحوال ، وسواء كان الرجل مخطئا أو لا .. وسواء كانت الحكومة مفترية أو لا .. فهذا كله لا معنى له عند أغلب الناس .. لم يفكر منا أحد أصلا وهو ينحاز لـ(إبراهيم عيسى) .. ترى لماذا؟!

أغلب الشعب لا وقت لديه ليتابع الصحف من أصله .. الناس كلها تكتفى بالعناوين ..صدقنى! ونسبة قليلة هى من تجيد قراءة المقالات وهضمها..

إذن أغلب الناس لا تعرف يقينا من على حق، ومن على باطل، ولا يشغلها أن تعرف.. ولكن الناس تعرف جيدا أن السلطة هى سبب ثلاث أرباع مشكلاتها.. يمكننى فقط أن أذكر لك بعض تلك المشكلات في كلمات مختصرة: تعليم، بطالة وجريمة، صحة، ارتفاع أسعار، تطبيع وما إلى ذلك .. هذه هى المشاكل التى يجب أن يكون حلها من اختصاص الحكومة ، وهى ذاتها المشاكل التى تتضخم يوما بعد يوم.. لذلك فقد تكونت قناعة يقينية عند الجماهير أن الحكومة لا يمكنها أن تفعل شيئا في صالحهم أبدا.. مبدأ (حاميها حراميها) يعتمل في النفوس.. في حين أن (عيسى) لم يتعرض لهم بسوء منذ أن سمعوا بوجود واحد بمثل هذا الاسم أصلا!

لذلك ومن المنطقى جدا أن يتحمس الشعب لـ(إبراهيم عيسى) من أول وهلة، ليس ـ على أغلب الظن ـ حبا في الرجل أو إعجابا بمقالاته، وإنما إمعانا في كره النظام، والسلطة، والحكومة، وما إلى ذلك.....أضف إلى ذلك اتجاهه اليسارى الثائر والمتحمس للطبقة الفقيرة من الشعب، لتستنتج أن المعادلة محسومة مبدئيا بلا عناء .. ولكن المنطق عاطفى كما تلاحظون!

من هنا يكسب الرجل المزيد من الشهرة..المزيد من التأييد الشعبى.. والمزيد من المصداقية عند الناس ..

الجريدة كذلك قد كسبت الكثير.. لا أحد ينكر أن معدل توزيع الجريدة زاد إلى حد مرضى بفعل ما جرىـ الناس كلها فجأه أصبحت تقرأ الدستور، ويمكنك أن تتوثق من بائع الجرائد بخصوص هذا الأمر ـ .. أضف إلى ذلك أن اسم الجريدة سيظل مرتبطا بالنضال الصحفى .. يعنى الموضوع كان في صالح الدستور و(إبراهيم عيسى) ذاته إلى حد كبير للغاية..!

وبهذه الطريقة الغير مقصودة تتقدم الجريدة خطوة، ويتحول (إبراهيم عيسى) إلى بطل آخر شهيد في سبيل الحرية.. بل ويتم اعتباره جيفارا أو سعد باشا زغلول آخر .. ما تبقى إلا أن يخرج الناس في مظاهرات هاتفين بحريته (طبعا هذه صورة مبالغ فيها!) :)) ..

هنيئا للدستور.. ولا عزاء للنظام .. وطبتم جميعا يارفاق!

*******************************

كتبه: محمد مسعد أبو الغيط

2007/09/16

ترجمة مسرحية"الموت الاحمر" للكاتب "ادجار آلان بو"


"الموت الاحمر"
وباء قتل نصف سكان البلاد..
يجتمع الامير"بروسبيرو"بألف شخص من الفرسان والعائلة المالكة,يعزلون أنفسهم عن بقية العالم فى محاولة لفصل أنفسهم من الاوضاع المروعة التى بالخارج,ولكن هل بامكانهم الهرب من "الموت الاحمر"؟؟!!!
هذا ما سنعرفه من خلال احداث المسرحية ...

"الموت الاحمر"
وباء دمر البلاد طويلا..وباء قاتل.. فى غاية البشاعة ..لا يوجد مثيل له على وجه الارض !
كان الدماء هو مجسده .. وختمه هو حمرة الدم واثارة الرعب لمجرد رؤيته ..كانت هناك آلام حادة , ودوار مفاجئ ثم ..نزيف غزير يتدفق من مسام الجسم , مع تحلله او بمعنى ادق ذوبانه ..تلك البقع القرمزية التى حلت على الجسد وخاصة الظاهرة منها على وجه الضحيةهى لعنة الوباء والتى اوصدت باب المساعدة فى وجهه وحالت دون تعاطف رفاقه..تلك النوبة المرضية , ومنذ بداية وتقدم الوباء وحتى نهايته هم حوادث النصف ساعة !!


على النقيض من تلك البداية المرعبة , كان هناك اميرا مسرورا يتصف بالبسالة وبعد النظر يدعى"بروسبيرو".برغم ان أملاكه أصبحت نصف خالية من سكانها بسبب هذا الوباء اللعين,الا انه استدعى الى حضوره الملكى ألف من أصدقاءه يتمتعون بصحة جيدةوبقلوب مرحة من بينهم فرسان وسيدات قصره ..ومع كل هذا , كان يلجأ الى مكان منعزل خفى فى احدى أديرته الشبيهة بالقلعة وهى عبارة عن بناء واسع فخم جعلت من الامير شخصا غريب الاطوار بشكل مهيب , وجدار قوى شامخ يحيط بهذا البناء وبه بوابات حديدية ..


دخل خادمى القصر ومعهم أفران ومطارق ضخمة وقاموا بلحام رتاج الابوابفقد اعتزموا على الاّ يسمحوا لنوبات اليأس والجنون المفاجئة تسيطر عليهم ,كما ان الدير كان مزود بمؤن وفيرة من الطعام والشراب, وبمثل هذه الاجراءاتالوقائية بإمكانهم تحدى عدوى هذا الوباء وعلى العالم الخارجى ان يعتنى بنفسه.وفى الوقت ذاته من الحماقة ان تشعر بالحزن او حتى تفكر..اما الامير فقد قام بتزويد قصره بكل الوان البهجة من مهرجين وشعراء وممثلينوراقصى الباليه وموسقيين والجمال الاخاذ و بالطبع النبيذ..على رأس كل ذلك الامان الذى كان يسود المكان ..

كل شئ كان متاح ما عدا شيئا واحدا لم يكن هناك ما يسمى بـ .."الموت الاحمــر" ...


قارب الشهر الخامس او السادس من عزلة الامير على الانتهاء,وبينما كان الوباء يتفشى بشراسة خارج البلاد , كان الامير"بروسبيرو" يستضيف ألف صديق فى اكثر الحفلات التنكرية روعة وندرة ..كان مشهد التنكر الذى بالحفلة مبهج للحواس , لكن دعونى اولا اخبركم عن الغرف التى بالقصر. كان هناك سبع غرف منهم جناح امبراطورى.فى العديد من القصور تشكّـل مثل هذه الاجنحة افق ضيقة وطويلة ومستقيمةمن ناحية , والابواب ذات المصاريع القابلة للطى_تنزلق للامام وتعود للخلفنحو الجدران_ من ناحية أخرى , لذا تجد ان منظر امتدادها بأكمله يكاد يعوق رؤيتك له..
الحالة هنا مختلفة تماما بحيث يمكن توقعها من عشق"الدوق" العجيب !كانت الغرف منظمة بشكل غريب للغاية حيث ان الرؤية لم تضم أكثرمن غرفة على حدة .وهناك أيضا انعطاف حاد بعد كل عشرين او ثلاثينياردة,ولدى كل انعطاف تأثير مبتكر غريب .من اليمين الى اليسار,فى منتصف كل حائط ,نافذة طويلة وضيقة على الطراز القوطى* تطل على ممر محكم يضم منعطفات الجناح كاملا ..
كانت هذه النوافذ من الزجاج الملوّن والذى يتغير تبعا للون الزينة السائد بالغرفة..والمعلق هناك فى اقصى الشرق نوافذ ذات لون ازرق زاهٍ. ولون الغرفة الثانية كان أرجوانى فى زينتها وحليتها المزدانة بالرسوم والصور وكذا الواحها الزجاجية, والغرفة الثالثةخضراء اللون فى كافة انحاءها وكذلك النافذة البابية*, والغرفة الرابعة مجهزة بالأثاث ومضاءة بالللون البرتقالى الخفيف ,والخامسة باللون الابيض ,والسادسة بلون البنفسج,بينما الغرفةالسابعة كانت مغطاه تماما بأقمشة مخملية سوداء معلقة من اعلى حيث السقف الى أسفلحيث الجدران,مسقطة بطيات ثقيلة على سجادة من نفس المادة واللون.لكن فى هذه الغرفة بالذات فشل لون النوافذ فى الانسجام مع الزينة الموجودة ,فالالواح الزجاجية هنا كانت قرمزية بلون الدماء القاتم !


الآن لايوجد فى أيا من تلك الغرف السبع مصباح او شمعدان وسط وفرة الحلى الذهبية المبعثرة هنا وهناك ذهابا وايابا او المتدلية من السقف. لم يكن هناك اى ضوء منبثق من مصباح او شمعة داخل جناح الغرف , ولكن فى الممرات التابعة للجناح ,وقف هناك قبالة كلنافذة,حامل ثلاثى القوائم يحمل اناء نحاسى به شعلة نار والتى سلطت أشعتها على الزجاج الملون لتنير الغرفة بشكل أكثرسطوعا ,تـُحدِث بذلك عدة مظاهرمبهرجة ورائعة .لكن فى الغرفة الغربية او السوداء ,كان تأثير شعلة النار_التى تسرى على الستائر المظلمة من خلالالالواح الزجاجية الملونة بلون الدماء_شنيع الى أبعد حد , محدثة نظرة شرسة بدت على محيا من دخلوا,وهم بضعة رفاق تملك من الجرأة ما يكفى لتطأ أقدامهم هذه الرقعة على الاطلاق ..


فى هذه الغرفة أيضا وقفت هناك على الحائط الغربى ساعة عملاقة من الابنوس,يتأرجح بندولهاذهابا وايابا فى فتور,مصدرة رنينا رتيبا وثقيل; وبينما يعمل عقرب الدقائق جاهدا فى رسم دوران الوجه,وعقرب الساعة يصدر صوتا مجروحا كما المصاب.أطلقت رئتى الساعة الميكانيكية النحاسية صوتا واضحا عاليا عميقا وموسيقيا للغاية . لكن الغريب فى الامر هى النوتة الموسيقية وما يؤكد ذلك انها ,وبمرور كل ساعة من الزمن يُـجبر موسيقيو الاوركسترا على التوقف ,مؤقتا, عن اكمال ادائهم الموسيقى ليصغوا جيدا لهذا الصوت,وبالتالى توقف راقصى موسيقى"الفالس"* بالضرورة عن اداء حركاتهم الراقصة,وهناك كانت خلاصة ماحدث والتى أفسدت جو المرح الصاخب المسيطر على هؤلاء القوم ,فلم تكد دقات الساعة تدق الا ولوحظ على اكثرهم استهتاراًيصاب بدوار عنيف وشحوب فى وجهه,والافراد الاكبر سنا والاكثر رزانة يمررون بأيديهم على الحاجبين كما لو انهمبذلك يزيحون التشويش العقلى الذى انتباهم والاضطراب فى تصرفاتهم.


لكن عندما توقفت أصداء الصوت تماما ,عاد الضحك المرح ليسود الجمع الذى بالحفل فى الحال ,بينما تطلع الموسيقيون الى بعضهما لبعض وابتسموا فى عصبية لشعورهم بحماقة ما يحدث,فأقسموا ,متهامسين فيما بينهم,ان دقات الساعة القادمة لن تسمح بأن يراودهم نفس الشعور السابق,ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن,فحينذاك وبعد مرور ستون دقيقة(أى مرور ستة الاف وستمائة ثانية من الوقت),لم تكد دقات الساعة الاخرى تدق حتى وعاد نفس التشويش العقلى وارتجافالاطراف والاضطراب فى التصرفات كما سبق وحدث.وعلى الرغم من كل هذه الامور,كان المرح والاحتفال العظيم يسودا بقعة بعينها!

أذواق الامير كانت غريبة وربما شاذة.لديه حسن تمييز وتذوق الالوان والتأثيرات,لكنه لا يعير انتباها لزخرفة الموضة المجردة.كانت خططه جريئة وحماسية,وافكاره تتوهج ببريق بربرى . هناك من أعتقد انه مجنون ,وتابعيه لا يشعرون بانه كذلك,لذا من الضرورى ان نسمعه ونراه ونشعر به كى نتأكد من أنه ليس بمجنون !!!
كان يقوم بعرض زخارف الغرف السبع والمنقولات,بغرض التباهى لا أكثر,فى جزء كبير من القصر بمناسبة هذا الاحتفال العظيم,وكانت هذه احدى أذواقه والغرض منها هو منح المتنكرين بالحفل فكرة عن شخصيته ..وتعد هذه المنقولات فنا زخرفيا بلا ريب .كانت أكثر وهجا وتألقاً واثارة وخيال_اكثر مما شاهدناه فى مسرحية"هيرنانى"*,فقد كانت هناك زخارف على النسق العربى ذات افرع وتجهيزات ولكنها غير ملائمة لها,وكان هناك أيضا هذاه مولعون بشدة لهذه الزخارف كـ"مجانين التجديد",حيث منها الاكثر جمالا,وبهجة ,وغرابة ,ومنها مايثير رعبك ولربما يثير الاشمئزاز..

وبالغرف السبع ,احلام وخيالات تطوف ذهابا وايابا بحثا عن طرائد تسكنها ,تتجول على شكل موجات فى وحول الغرف ,لتأخذ منها شكلا لها,ومن موسيقى الاوركسترا الحماسية صدى لخطواتها,وعما قريب ستدق الساعة الابنوسية التى تقف عند القاعة المخملية,وبعدها وللحظة كل شئ ظل ساكنا ً,صامتاً عدا صوت الرنين_فقد صمدت لفترة وجيزة_وسرعان ما عاد الضحك المرح الخفيف يغمر المكان بعد رحيلها.وفى الحال عادت الموسيقى تعلو الحفل,و الاحلام الى الحياة ,تتجول هنا وهناك بمرح وبهجة أكثر من ذى قبل ,لتأخذ من النوافذ متعددة الالوان لونا وهيئة لها من خلال انعكاس أشعة النيران من الحوامل ثلاثية القوائم ..


اما بالنسبة للغرفة التى تقع أقصى غرب باقى الغرف ,لم يتمكن أيا من المتنكرين من المخاطرة بدخولها ,فالليل بدأ ينقشع رويدا ً,وضوء وردى ينبثق من خلال الواح النوافذ الزجاجية الملونة بلون الدماء القاتم ,وشدة سواد فراء الستائر السمّورى يثير الرعب ,ومن تطأ قدمه على فراءالسجاد,تطلق الساعة الابنوسية القريبة من الغرفة رنينا مكتوما,أكثر كآبة من اى رنين تناهى الى مسامع الحاضرين والمنغمسين فى ملذاتهم بعيداعن باقى الغرف!اما الغرف الاخرى فقد كانت مزدحمة للغاية ,بداخلها ينبض قلب الحياة فى نشاط ,و الحفل الصاخب مستمر فى ايقاع سريع ..وأخيرا ,أعلنت دقات الساعة عن منتصف الليل ,وبعدها توقفت الموسيقى,كما ذكرنا آنفا,وبالتالى توقف راقصى "الفالس" عن اداء حركاتهم الراقصة, كان توقف تام ومضطرب لكل الاشياء كما سبق وحدث. اما الآن اثنتا عشر دقة أطلقها جرس الساعة, ومن ثم حدث_ولربما أكثرمما يتسلل الى تفكيرك وبوقت أطول_اضطراب فى سلوك وتفكير من كان أكثرهم يمارس مرحه المستهتر.وأيضا حدث_ولربما قبيل غوص أخر صدى لدقة الساعة الاخيرة_تماما فى بحر الصمت,كان هناك العديد من الافراد بين الحشد من تناول قسطا من الراحة ليكونوا بذلك واعين لحضور تلك الشخصية المقنّعة والتى لم تجذب انتباه أى فرد بالحفل من قبل.وقد انتشر خبر حضور هذه الشخصية فى الأجواء,متهامسين فيما بينهم.وهناك ساد طنين او همهمة بين جميع ضيوف الامير معبّرة عن الاستنكار والمفاجأة و..

أخيرا عن الرعب ,والرهبة , و الاشمئزاز !!!!


لنعرف ما الذى أثار اشمئزاز ورعب هؤلاء فلننتظر معا و الجزء الثانى ...
----------------------------------------------

* "النافذة البابية" :نافذة تفتح كما الباب (اى لا صعودا او نزولا ً) ..
* "قوطى" : الطراز القوطى فى فن العمارة الذى نشأ فى شمالى فرنسا وانتشر فى اوروبا الغربية من منتصف القرن12 وحتى اوائل القرن16 للميلاد..
* "هيرنانى" : مسرحية شهيرة كتبها الكاتب المسرحى "فيكتور هيجو"عام 1830,وقد صُـنّفت تحت نوعية"رومانسية" الا انها لاقت أعتراض واستهجان من بعض ممن يطلقون عليهم بـ"الكلاسيكيون" ..
* "الفالس" :رقصة غربية كلاسيكية صاخبة ..

2007/09/15

التقويم العربى الحيران.



معظم الدول العربية بدأت صيامها هذا العام يوم الخميس الماضى 13 سبتمبر .. في حين خالفت المغرب ليبدأ الشهر فيها موافقا الجمعة 14 سبتمبر .. أما ليبيا ـ المخالفة دائما! ـ فاعتمدت تقويما فلكيا يبدأ فيه الشهر موافقا الأربعاء 12 سبتمبر.

حقيقة لا أعلم ما السبب في كل ذلك العناء..البعض يدعى أنها أسباب شرعية / فقهية بحتة.. والبعض يرى أن هناك دواع ٍ سياسية.. والبعض الآخر يرى أن الموضوع مايستاهلش من أصله ! ما رؤيتك أنت للأمر؟. وهل تؤيد توحيد الرؤية أو لا تؤيدها؟

ورمضان كريم :)!

2007/09/10

الثـــــــائر صــــائـد الــــفراشــــات



لا يستطيع المرء أن يكون متأكدا من أن هنالك شيئا يعيش من أجله إلا إذا كان مستعدا للموت في سبيله

" المحررون لا وجود لهم؛ فالشعوب وحدها هي التي تحرر نفسها "

" الثورة‏ ‏قوية‏ ‏كالفولاذ.. حمراء‏ ‏كالجمر.. ‏باقية‏ ‏كالسنديان‏.. ‏عميقة‏ ‏كحبنا‏ ‏الوحشي‏ ‏للوطن.."
إيرنستو جيفارا دي لا سيرنا


تأتى اهمية وجاذبية الثوار فى العالم كله ليس من كونهم ثاروا على أوضاع ما أو نجحزا فى تغيير

اوضاع خاطئة فقط بل لانهم أيضا رمز للثورة للشجاعه والعدل رمز لما نريد جميعا تحقيقه نستمد

منهم الامل والحلم والشجاعه وهم كثيرون

منهم " جيفار " الثائر الأسطوره الذى ولد بحلم كبير فى تغيير كل الاوضاع الخاطئة ومساند لكل

حركات التحرير فى تشيلى وفيتنام والجزائر ...الخ ومقاوم لاى هيمنة وسيطرة أمريكية على اقتصاد اى دولة

نرى صورته على زجاج سيارات بعض الشباب أو جدران غرفهم وملابسهم ربما دون أن يعلموا

تفاصيل قصته قيكفى انه كان دائما ثائر على كل ظلم

كانت آخر كلماته فى لحظة تنفيذ حكم الاعدام والتى أصر أن يظل واقفاً فيها هى كلمته لمن ينفذ فيه

حكم الاعدام " إعلم أنك الآن تقتل رجلاً "

إيرنستو غيفارا دي لا سيرنا (Ernesto Guevara de la Serna)

ولد سنة 1928 في الرابع عشر من يونيه في روساريو - الأرجنتين لأم بريطانية‏ ‏الأصل‏،

منذ صغره كانت تنتابه نوبات الربو المزمن . أما روحه فكانت لاذعة ساخرة من كل شيء حتى

من نفسه، وقد أجمعت آراء من اقتربوا منه أنه كان يحمل داخله تناقصا عجيبا بين الجرأة

والخجل، وكان دافئ الصوت عميقه، كما كان جذابا وعبثي المظهر كذلك. ‏ولطالما‏ ‏وصفه‏ ‏والده‏

‏بأنه‏ ‏متمرد‏ ‏لحدِّ‏ ‏الجنون. وكان أول تمرده على تدليل امه المبالغ فيه له وخوفها الشديد عليه

وعلى صحته فتمرد على هذا الوضع بعد أن شعر ‏بالاختناق‏ ‏من‏ ‏هذه‏ ‏المعاملة‏ المفرطة في

التدليل، وأخرج جسده النحيل من ‏القطن‏ ‏الذي‏ ‏يحيط‏ ‏به‏, ‏‏وبدأ‏ ‏يمارس‏ ‏جميع‏ ‏أنواع‏ ‏الرياضة‏ ‏وأخذ

على نفسه عهدًا ‏أنه‏ ‏لا يمكن‏ ‏لأحد‏ ‏أن‏ ‏يفرض‏ ‏عليه‏ ‏أية‏ ‏قيود،
اضطرت العائلة إلى ترك العاصمة والانتقال إلى مكان أكثر جفافا؛ لأجل صحة الفتى العليل، وفي

أثناء ذلك كان اللقاء الأول بين أرنستو والفقر المدقع والوضع الاجتماعي المتدني في أمريكا اللاتينية.
في مارس 1947 عادت الأسرة إلى العاصمة ليلتحق الفتى بكلية الطب، وعند نهاية المرحلة

الأولى لدراسته حين كان في الحادية والعشرين من عمره قام بجولة طويلة استمرت حوالي 8

أشهر على الدراجة البخارية نحو شمال القارة مع صديق طبيب كان أكبر منه سنا وأقرب إلى

السياسة. ومن هنا بدأ استكشاف الواقع الاجتماعي للقارة، وبدأ وعيه يتفتح ويعرف أن في الحياة

هموما أكثر من مرضه الذي كان الهاجس الأول لأسرته؛ فرأى حياة الجماعات الهندية، وعاين

بنفسه النقص في الغذاء والقمع.. ومارس الطب مع عمال أحد المناجم وهو ما حدا بالبعض أن

يصفه بأنه من الأطباء الحمر الأوروبيين في القرن 19 الذين انحازوا إلى المذاهب الاجتماعية

الثورية بفعل خبرتهم في الأمراض التي تنهش الفقراء.

وفي يوم ‏سُجنت‏ ‏والدته‏ ‏فجأة‏ً ‏ودون‏ ‏أي‏ِّ ‏مقدمات‏ ‏وتعرَّضت‏ ‏للتعذيب‏ ‏ولم‏ ‏ينقذها‏ ‏سوى‏ ‏نفوذ‏ ‏عائلته‏ ‏وغِنَى‏ ‏والده‏، وهنا قرر جيفارا أن يهب نفسه للنضال،

وفي عام 1953 بعد حصوله على إجازته الطبية قام برحلته الثانية وكانت إلى جواتيمالا، حيث

ساند رئيسها الشاب الذي كان يقوم بمحاولات إصلاح أفشلتها تدخلات المخابرات الأمريكية،

وقامت ثورة شعبية تندد بهذه التدخلات؛ ما أدى لمقتل 9 آلاف شخص، فآمن الطبيب المتطوع

الذي يمارس هواياته الصغيرة: التصوير وصيد الفراشات، أن الشعوب المسلحة فقط هي القادرة

على صنع مقدراتها واستحقاق الحياة الفضلى.

وقابل هناك هيلدا اليسارية من بيرون والتى كانت فى منفاها فى جواتيمالا فتزوجها وأنجب منها طفلته

الأولى،
غادر "جيفارا" جواتيمالا إثر سقوط النظام الشعبي بها بفعل الضربات الاستعمارية التي دعمتها الولايات

المتحدة، مصطحبا زوجته إلى المكسيك التي كانت آنذاك ملجأ جميع الثوار في أمريكا اللاتينية
كان قيام الانقلاب العسكري في كوبا في 10 مارس 1952 سبب تعارف جيفارا بفيدل كاسترو الذي

يذكره في يومياته قائلا: "جاء فيدل كاسترو إلى المكسيك باحثا عن أرض حيادية من أجل تهيئة رجاله

للعمل الحاسم".. وهكذا التقى الاثنان، وعلى حين كان كاسترو يؤمن أنه من المحررين، فإن جيفارا كان

دوما يردد مقولته: "المحررون لا وجود لهم؛ فالشعوب وحدها هي التي تحرر نفسها". واتفق الاثنان

على مبدأ "الكف عن التباكي، وبدء المقاومة وذهبا معا الى كوبا



و التحق بالحركة الكوبية تحت قيادة فيدل كاسترو ، وقد لعب دورا مهما في هذه الحركة حيث اشتهر

بلقب الضابط الأذكى بسبب صفاته ، كان يكره الخيانة والغدر والجبن ، حتى عندما ألقي القبض عليه وتم

سجنه لم يتفوه بكلمة سيئة عن اللذين خانوه ووشو به ، وبهذه الصفات كان قد كسب احترام اصدقائه

وأعدائه أيضا !! ، حتى عدوه اللدود جاري برادو (Gary Prado) كابتن الجيش البوليفي قائد عملية

تدمير فرقة غيفارا العسكرية أعجب بشجاعة وصفات غيفارا نفسه .

وأحبط غيفارا العديد من محاولات إغتيال كاسترو " الذى أصبح فيما بعد حاكم كوبا رسميا" التي نظمتها

وكالة الإستخبارات المركزية (CIA) .
وظلت المجموعة تمارس حرب العصابات لمدة سنتين حتى دخلت العاصمة هافانا في يناير 1959

منتصرين بعد أن أطاحوا بحكم الديكتاتور "باتيستا"، وفي تلك الأثناء اكتسب جيفارا لقب "تشي" يعني رفيق

السلاح، وتزوج من زوجته الثانية "إليدا مارش"، وأنجب منها أربعة أبناء بعد أن طلّق زوجته الأولى. وقتها كان "تشي جيفارا" قد وصل إلى أعلى رتبة عسكرية (قائد)، ثم تولى بعد استقرار الحكومة الثورية

الجديدة هذه المناصب على التوالى واحيانا فى نفس الوقت

سفير منتدب إلى الهيئات الدولية الكبرى
رئيس البنك المركزي
مسئول التخطيط
وزير الصناعة

ومن مواقعه تلك قام جيفارا بالتصدي بكل قوة لتدخلات الولايات المتحدة الأمريكية وسيطرتها على

اقتصاد البلاد ؛ فقرر تأميم جميع مصالح الدولة بالاتفاق مع كاسترو؛ فشددت الولايات المتحدة الحصار،

وهو ما جعل كوبا تتجه تدريجيا نحو الاتحاد السوفيتي وقتها. كما أعلن عن مساندته حركات التحرير في

كل من: تشيلي، وفيتنام، والجزائر. وبالطبع خلال هذا اكتسب عدواة العديد من الانظمة والدول


وعلى الرغم من العلاقة العميقة القوية بين جيفارا وكاسترو، فإن اختلافا في وجهتي

نظريهما حدث بعد فترة؛ فقد كان كاسترو منحازا بشدة إلى الاتحاد السوفيتي، وكان يهاجم باقي الدول الاشتراكية. كما اصطدم جيفارا بالممارسات الوحشية والفاسدة التي كان يقوم بها قادة حكومة

الثورة وقتها، والتي كانت على عكس ما يرى في الماركسية من إنسانية.. فقرر

جيفارا مغادرة كوبا متجها إلى الكونغو الديمقراطية (زائير)، وأرسل برسالة إلى

كاسترو في أكتوبر 1965 تخلى فيها نهائيا عن مسؤولياته في قيادة الحزب، وعن

منصبه كوزير، وعن رتبته كقائد، وعن وضعه ككوبي، إلا أنه أعلن عن أن هناك

روابط طبيعة أخرى لا يمكن القضاء عليها بالأوراق الرسمية، كما عبر عن حبه

العميق لكاسترو ولكوبا، وحنينه لأيام النضال المشترك.
وذهب "تشي" لأفريقيا مساندا للثورات التحررية، قائدا لـ 125 كوبيا، ولكن فشلت

التجربة الأفريقية لأسباب عديدة، منها عدم تعاون رؤوس الثورة الأفارقة، واختلاف

المناخ واللغة، وانتهى الأمر بجيفارا في أحد المستشفيات في براغ للنقاهة، وزاره كاسترو بنفسه ليرجوه العودة.

بعد إقامة قصيرة في كوبا إثر العودة من زائير اتجه جيفارا إلى بوليفيا التي

اختارها، ربما لأن بها أعلى نسبة من السكان الهنود في القارة.
لم يكن مشروع "تشي" خلق حركة مسلحة بوليفية، بل التحضير لرص صفوف

الحركات التحررية في أمريكا اللاتينية لمجابهة النزعة الأمريكية المستغلة لثروات

دول القارة.
وقد قام "تشي" بقيادة مجموعة من المحاربين لتحقيق هذه الأهداف، و أعلنت

الحكومة البوليفية جائزة تقدر بـ 4.200 دولار أمريكي للقبض على تشي غيفارا

وقام أثناء تلك الفترة الواقعة بين 7 نوفمبر 1966 و7 أكتوبر 1976 بكتابه يوميات

المعركة.
وعن هذه اليوميات يروي فيدل كاسترو: "كانت كتابة اليوميات عادة عند تشي

لازمته منذ أيام ثورة كوبا التي كنا فيها معا، كان يقف وسط الغابات وفي وقت

الراحة ويمسك بالقلم يسجل به ما يرى أنه جدير بالتسجيل، هذه اليوميات لم تُكتب

بقصد النشر، وإنما كُتبت في اللحظات القليلة النادرة التي كان يستريح فيها وسط كفاح بطولي يفوق طاقة البشر"


في يوم 8 أكتوبر 1967 وفي أحد وديان بوليفيا الضيقة هاجمت قوات الجيش

البوليفي المكونة من 1500 فرد مجموعة جيفارا المكونة من 16 فردا، وقد ظل

جيفارا ورفاقه يقاتلون 6 ساعات كاملة وهو شيء نادر الحدوث في حرب

العصابات في منطقة صخرية وعرة، تجعل حتى الاتصال بينهم شبه مستحيل.
وقد استمر "جيفارا" في القتال حتى بعد موت جميع أفراد المجموعة رغم إصابته

بجروح في ساقه إلى أن دُمّرت و مسدسه وهو ما يفسر وقوعه في الأسر حيا

واعلن قائد الجنود هو جاري برادو في تمام الساعة الرابعة عصرا بأنه قد أسر

تشي غيفارا وأرسل الرسالة المتفق عليها عن طريق اللاسلكي الى الكولونيل

زينتينو ، طلب الكولونيل تأكيدا لأنه لم يكن مصدقا ووصله التأكيد فأمر بإحضار

غيفارا وجميع الأسرى إلى المقر

وإستقبل رودريجوز عميل ال " CIA رسالة رمزية تعني بأنه تم القبض على غيفارا

ممددا على حمالة قام بحمل غيفارا أربع جنود نحو قرية لاهيجيراس التي تبعد 7

كيلومترات ، وتم إرغام ويلي " أحد رجال المجموعه " على السير ويديه مقيدتين

خلفه ، وتم الوصول في الليل ووضعوا في الأسر منفصلين ،"، وبقي حيا لمدة 24

ساعة، ورفض أن يتبادل كلمة واحدة مع من أسروه وبعد مدة تم إحضار 5 من أفراد المقاومة
أعلن الجيش البوليفي بأنه تم القضاء على تشي غيفارا وقتله في الجبال وأن الجيش يتحفظ على الجثة في الوقت الراهن ، ولكن لم يتم تأكيد الخبر من قبل الجهات العليا .

وتم ارسال مذكرة للرئيس الأمريكي يعلمه بأنه تم القبض على غيفارا من قبل

الوحدة المدربة على يد القوات الأمريكية .

9 أكتوبر سنة 1967 ، الساعة السادسة والربع صباحا :

وصل رودريجوز بالهليكيوبتر إلى لاهيجيراس مع الكولونيل زينتينو ، أحضر

رودريجوز معه مسجلا وكاميرا قوية مخصصة لتصوير المستندات لتسجيل الأحداث .

قام رودريجوز بتصوير مذكرات غيفارا التي وجدها معه ، بالإضافة إلى أنه قام

بالحديث مع غيفارا قليلا وصوره ، والصور موجودة في وكالة الإستخبارات

المركزية

في الساعة العاشرة صباحا ، تم عقد اجتماع بين القادة البوليفيين ، وتوصلوا أن

إجراء محاكمة لـ تشي قد يثير تعاطف الرأي العام والعالم ، إذن لابد من إنهاء

غيفارا حالا ، ولكن القصة التي ستنشر رسميا أنه مات بسبب جروح أصيب بها في

المعركة ، وتلقى رودريجوز إتصالا يشير أن عليه القيام بالمهمة 500 و 600 ،

كانت المهمة 500 تعني تشي والمهمة 600 تعني قتل تشي :

أجاب رودريجوز بأن الحكومة الأمريكية قد طلبت منه الإبقاء على تشي مهما كان

الثمن ، وقد كانت الحكومة الأمريكية و الإستخبارات الأمريكية قد جهزت طائرة

ومروحية لنقل غيفارا إلى بانما لإستجوابه ، ولكن السلطات أخبروه بأن عليه

إطاعة الأمر ، هنا قرر رودريجوز بأن يترك التاريخ يأخذ مجراه، ويطيع البوليفيين .

ذهب رودريجوز ليخبر تشي بالأوامر الصادرة ، أجابه تشي : الأمر أفضل هكذا ،

ما كان يجب أن يتم القبض علي حيا

ثم أعطى رودريجوز رسالتين ، إحداهما لـ فيدل كاستور والثانية لزوجته ، قام

رودريجوز بإحتضان غيفارا وهو يبكي ثم غادر الغرفة

ويقال بأنه تم عقد قرعة بين الضباط حول من سيكون منفذ حكم الإعدام في غيفارا
وفي مدرسة القرية نفذ الاغتيال بإطلاق النار على "تشي".
وقد رفضت السلطات البوليفية تسليم جثته لأخيه أو حتى تعريف أحد بمكانه أو

بمقبرته حتى لا تكون مزارا للثوار من كل أنحاء العالم.

هرب رودريجوز بعد ذلك فورا مخافة أن يقتله الكوبيين أو أصدقاء تشي كونه رجل

إستخبارات أمريكي ، إرتدى زيا عسكريا بوليفيا وولى بالفرار ..
اغتيل جيفارا, هو ذاك الطبيب والشاعر, هو الثائر وصائد الفراشات. وحتى بعد

مرور وقت طويل على مقتله, ما زالت بعض الاسئلة من الصعب الاجابة عليها, فلم

يحسم احد حتى اليوم أمر الوشاية بجيفارا. وأيضاً لا أحد يعرف أين قبر جيفارا

الحقيقي مع أن البعض زعم اكتشافه. ويقال أنه عُثِر في عام

1997 ‏على ‏رفاته‏ ‏في‏ ‏بوليفيا‏ ‏وأخذها صديقه كاسترو حاكم كوبا ودفنها في الأرض

التي حررها بدمائه.



فىعام 1998 وبعد مرور 30 عاما على رحيله انتشرت في العالم كله حمّى

جيفارا؛ حيث البحث الدءوب عن مقبرته، وطباعة صوره على الملابس والأدوات

ودراسة سيرته وصدور الكتب عنه.
اصبح جيفارا رمز الثورة واليسار في العالم اجمع, فيراه اليساريون صفحة ناصعة

في تاريخهم المليء بالانكسارات والأخطاء، وأسطورة لا يمكن تكرارها على

مستوى العمل السياسي العسكري، وهذا ما تؤيده مقولته الرائعة لكل مناضل ومؤمن

بمبدأ على اختلاف اتجاهه لا يستطيع المرء أن يكون متأكدا من أن هنالك شيئا

يعيش من أجله إلا إذا كان مستعدا للموت في سبيله مات الثوري وماتت الاسطورة النادرة, مات ذلك الجسد الذي لم ينهكه الربو, بل

اغتالته الديكتاتورية. لكن الروح لم تمت لتبقى خالدة, لتبقى رمز الثورة والنصر والقومية .

كتب عنه الشاعر احمد فؤاد نجم قصيدة " جيفارا مات "

جيفارا مات

جيفارا مات
آخر خبر فِ الراديوهات
و فِ الكنايس
و الجوامع
و فِ الحواري
و الشوارع
و عَ القهاوي و َ البارات
جيفارا مات
جيفارا مات
و اتمد حبل الداردشة و التعليقات
********
مات المناضل المثال
يا ميت خسارة عَ الرجال
مات الجدع فوق مدفعه جوّه الغابات
جسّد نضاله بمصرعه
و من سُكات
لا طبالين يفرقعوا
و لا اعلانات

ما رأيكم دام عزكم
يا انتيكات
يا غرقانين
فِ المأكولات و الملبوسات
يا دفيانين
و مولعين الدفايات
يا محفلطين
يا ملمّعين يا جيمسنات
يا بتوع نضال آخر زمن
ف العوامات
ما رأيكم دام عزّكم
جيفارا مات
لا طنطنة
و لا شنشنة
و لا إعلامات و استعلامات
عيني عليه ساعة القضا
من غير رفاقه تودّعه
يطلع أنينه للفضا
يزعق و لا مين يسمعه
يمكن صرخ من الألم
من لسعة النار فِ الحشا
يمكن ضحك
أو ابتسم
أو ارتعش
أو انتشى
يمكن لفظ آخر نفس كلمة وداع
لَجل الجياع
يمكن وصية للي حاضنين القضية
بالصراع
صور كتير ملو الخيال
و ألف مليون إحتمال
لكن أكيد و لا جدال
جيفارا مات موتة رجال

يا شغالين و محرومين
يا مسلسلين رجلين و راس
خلاص خلاص
مالكوش خلاص
غير البنادق و الرصاص
دا منطق العصر سعيد
عصر الزنوج و الامريكان
الكلمة للنار و الحديد
و العدل أخرس أو جبان
صرخة جيفارا يا عبيد
في أي موطن أو مكان
ما فيش بديل
ما فبش مناص
يا تجهّزو جيش الخلاص
يا تقولو عَ العالم
خلاص







2007/09/09

!رمضان...و لكن




-1-
- مع بداية شهر رمضان المبارك يسعد القناة كما عوّدتكم دائمًا أن تقدم لكم باقة من أجمل المسلسلات و أولها (.......) للنجم (.....) .....


كان مستلقيًا على الأريكة بيده جهاز التحكم و أمامه التلفاز يعرض المسلسل يتبعه الآخر في محاولة شريفة من روّاد القنوات الأفاضل للتسرية عن الشعب الصائم في شهر رمضان و مساعدته على نسيان جوعه ! ..ذلك الجوع الذي هو المراد و الغاية من شهر رمضان ، أو بلغة أخرى محاولة السيطرة على رغباتك و كبت شهواتك ..و بالتأكيد فإن إضاعة وقتك انتظارًا لأذان المغرب هى الطريقة المثلى لتعلم السيطرة على رغباتك ( أنا أتهكم لمن لم يفهم !).


تندفع موسيقى الفاصل الإعلاني و إذا بالإعلان يصف للمشاهدين كيف سيكون الإفطار أشهى و أشهى مع زيت (.....) ، ثم تبدأ الصور في عرض بعض من هذا الإفطار الشهى الذي يسيل له اللعاب و ظل هو ينظر للشاشة كأن عقله قد طار ! و بانتهاء الإعلان زفر زفرة حارّة و نظر إلى الساعة ليجد أنها مازالت الثالثة و النصف ..فقام متكاسلًا من فوق الأريكة ..أطفأ التلفاز و ذهب إلى غرفته لينام !


-------------------


-2-
المنظر المعتاد..( شلة ) شباب يتسكعون في الطرقات..يتحادثون..يضحكون..يتبادلون رسائل البلوتوث و الشارع كله في حركة حولهم ..ثم يصمت كل شئ..هناك فتاة تمر بالطريق ! تصمت الشلة لتتأمل في خلق الله ثم يتفتق ذهن أحدهم إن لم يكن كلهم بأروع آيات الغزل ..عفيفًا كان أو صريحًا !.أما صمت بقية الشارع فلم يكن إلا لمتابعة المسرحية المعتادة بأطرافها المعتادين و يا بخت الجالس في الصف الأول ..سيتمتع بسماع ذلك الغزل...و لكن تذكر : نحن في أيام خاصة ..إننا فيرمضان ! و من الشباب من يتقي الله في هذا الشهر الكريم فيمتنع عن المعاكسة ..و منهم من


- تؤ ، أنا مش هقول حاجة ! إحنا ف رمضان ..اللهم إني صائم !


- طب ما كنتِ تعدي بعد الفطار !


- حرام عليكوا ده احنا ف رمضان !


إنها أساليب المعاكسة في رمضان ! ، أتذكر موقفًــا طريفــًا حكته لي صاحبة كان من حظها الأسود أن تبعها شاب و ظل يردد : " اللهم إني صائم ..اللهم إني صائم " مع العديد من أساليب المعاكسة الرمضانية ، و ظل يتبعها هكذا طويلًا ( لحد ما طهقت ) فاستدارت له و هي تقول : "اللهم إنك صائم إيه !..أنت تقول اللهم إني صائع !"


لكن لكى لا نضع كل اللوم على الشباب ؛ لنقتبس الجملة الأخيرة من المعاكسات ( حرام عليكوا ده احنا في رمضان )


زمان ، كان من عادة الفتيات إن لم يكن رمضان بداية حجاب العمر سيكون فقط بداية حجاب شهر واحد و لا أنكر خطأ تلك العادة فرب رمضان هو رب بقية الشهور كما يقولون و الحجاب فريضة طوال العام و ليس في رمضان فقط و لكن كنت أشعر أن هذه العادة نابعة من تبجيل للشهر ، أقل ما يمكن قوله هو أنها نابعة من إحساس و إدراك أن رمضان هو شهر ميّزه الله عن بقية شهور العام ، أما الآن فكل ما نراه هو زيادة استقطاع بيوت الأزياء من القماش المخصص للزي !


---------------




إذن هو رمضان ..و لكن: ليس كرمضان الروحانيات..رمضان القرآن ..رمضان الرحمة و المغفرة .. كل ما يمثله لنا


رمضان الآن : المسلسلات و الفوازير .. و محاولة تضييع الوقت حتى أذان المغرب ..و عند الإفطار تمتلئ المائدة بكل ما لذ و طاب من أطايب الطعام مع أنه من المفترض أن رمضان هو شهر للتقشف..شهر من غاياته أن تحرم نفسك من الطعام من الفجر إلى المغرب لتشعر بذلك الفقير المحروم من الطعام اطوال العام و لذلك أصبح ذلك الشهر الكريم عبئًا على الأسرة حتى طالب الكثيرون بتأجيل الدراسة إلى ما بعد العيد لأن مصاريف رمضان مضافة على مصاريف الدراسة ستشكل عبئًا علىبعض الأسر ، أنا أتصور لو ذهبت حتى و لو نصف مصاريف الأطعمة تلك إلى أسرة فقيرة و أصبح رمضان رمضان فعليًا لما أصبح الحال هكذا .

و مصيبة أخرى ..تحجج الطالب بأنه في رمضان لا يستطيع المذاكرة لما يسببه له الجوع من إرهاق ! ، و لو كان هذا صحيحًا لما كان المسلمون انتصروا في بدر ، و لا كانت مكة فتحت في رمضان و لا فتحت الأندلس بقيادة طارق بن زياد و لا اقتحمت القوات المسلحة خط بارليف ، إذن فمن الواضح أنها مجرد ( حجج فارغة ! )


و كل عام و أنتم بخير !

2007/09/08

..يوم جامعى جدا



"الحياة الجامعية حياة ساحرة إلى حد كبير؛ لأنها تحتوى على ذات العناصر الموجودة فى الحياة اليومية التى يعيشها كل إنسان، ولكن هنا النطاق ضيق لتتمكن أن تكون دوما فعالا وقريبا مما يحدث.. ربما أكثر ما يسحرك في هذا العالم أنه سيؤثر بك وتوثر به منذ اللحظة الأولى..إنه عالم آخر مستقل لو أردت رأيي..!"

------------------------------------



اليوم الجامعى الأول .. اليوم الأول في حياتك الجامعية لو كنت تحب إعطاء الأمور حجما أكبر..إنه يوم حيوى، وعليك أن تبقى عقلك يقظا حتى لو لم تكن نمت ليلة أمس

* * *

هذا الشاب الذى يقبل نحوك بابتسامة تحتل ملامح وجهه.. يرتدى قميصا وربما رابطة عنق أنيقة، ولا بأس بـ(بادج Badge) يحمل اسمه وشعار الجماعة في تحد واضح لرجال الأمن..أنت تدرك منذ اللحظة الأولى أن الابتسامة مصطنعة، ولكن تثق أنه لا نفاق رواءها على كل حال.. إنها ابتسامة عمل إذن!

ثق أنك ستجده مهذبا لبقا ذكيا إلى أقصى الحدود.. وستعلم بعد ذلك أن له ترتيبا ما على فرقته ـ ليس الأول على كل حال!ـ.. ولربما أعطاك دليلا للكلية ـ يحمل شعار الجماعة كذلك!ـ يمنعك من التوهان بين مبانى الكلية المتعددة.. لن يكون عليك وقتها إلا أن تشكره بابتسامة لبقة، وتنصرف..!

ستقابله كثيرا فيما بعد، وقد تختلف معه في أرائك، إلا أنك ستبقى له احتراما قويا للقائكما الأول..

* * *

يقف في جانب ما ببذله بنية يفوح منها العطر، ويضاحك مجموعة من الشباب والفتيان بطريقة مسرحية / تليفزيونية للغاية .. هذا هو (نجم الاتحاد) .. ليس الاتحاد السكندرى لسوء طالعك.. عن اتحاد الطلاب أتحدث..وهو في أمثال تلك الأيام المميزة، لا يتخلى أبدا عن بذلته برابطة العنق.. إنه يحادث الفتيات بتلك الطريقة كبروتول اجتماعى يجعلهن يترجرجن في هيستيرية كقوالب جيلى منكسة..إنه نجم، ويعرف كيف يبدو كذلك..

هو مشغول كما تلاحظ، لكن دعنى اؤكد لك أنه لو لمحك، ربما أرسل إليك أحد أذرعه اليمين ـ وهم كثر ـ ليقوم معك بالواجب.. الواجب هنا أن يشرح لك كيف أن الخير عرف طريق الكلية منذ أن صار (نجم) على رأس (الاتحاد).. وكيف أن علاقة نجم بـالدكتور (كامل الأسوانى!) ـ رئيس الجامعة يعنى!ـ قد تعدت كل الحدود المعهدوة لدينا كطلاب!!

و (نجم) اسم على مسمى.. فلديه القدرة أن يسرق الأنظار، ويخرس الأفواه، ويواجه الأعين والكاميرات.. وهذا ما طلبوه منه.. لا تقنعنى أن مهزوزا غبيا كان سيقوم بأمثال تلك المهمات..! من جهة أخرى هو قادر أن يحيل كل أسود إلى أبيض .. إن مهمته أن يقوم بما يقوم به (سكويلر Squealer ) لو كنت قرأت رواية ( مزرعة الحيوانات Animal Farm )، وهو يتقاضى شبه أجر على ذلك .. هل فهمت دوره إذن؟!

* * *

تلمح تلك المجموعة المختلطة التى تحدث صخبا يجعل من انتباهك لها أمرا بديهيا.. إنها فرقة (النشاط التمثيل والمسرح) .. الفرقة هنا مثمرة فعلا.. فهى تثمر لك العديد من العلاقات العاطفية التى يعرف كلا من طرفاها أنه يمارس نشاط الفرقة على الآخر(!) .. لا أستطيع أن أعمم الكلام على كل فرق المسرح، أو كل العلاقات العاطفية في هذه السن، فأنا أتحدث عن فرقة المسرح هنا فحسب..

* * *

مجموعة أخرى من الشباب الروش طحن هذه المرة.. لا تكن مملا وتطالبنى بالوصف.. إنهم يقفون على ناصية ما .. وهؤلاء هم من لم تؤهلهم موهبتهم (المسرحية!) للاتحاق بـ(فرقة التمثيل والمسرح) التى تمتلك تصريحا من العميد بالقيام بالنشاط (في أجواء رسمية يعنى!).. لذا فهم يمارسون نشاطا إجراميا انتقاميا بذيئا مشينا: تحرش قولى بالفتيات العفيفات اللاتى تخونهن الذاكرة ليأتين للجامعات بلباس النوم.. هذه مشكلة كبيرة في نظرى وإن كان التحرش المذكور لا يتعدى القو..!

طررراخ..!(يبدو أنه اصطدم بأحد المارة.. ليعتذر له اعتذارا مهذبا ويعود)

* * *

ـ اسف .. مكنش قصدى!

ـ مش تفنح :( ؟

ـ!!

هع!ألم تجد إلا (عامر) ذا النظارة المحدبة أو المقعرة غالبا لتصطدم به؟ كما تلاحظ فإن الرجل لا يشجع العلاقات الإجتماعية؛ لأنها تزيد من فرصة التصادمات العشوائية.. ثم إن الرجل جاء إلى هنا لكى يصبح الأول على فرقته، وليس ليصنع صداقات.. أنت طالب مستهتر في نظره على كل حال؛ لأنك لا تنوى أن تصبح الأول على فرقتك.. أما لو كنت تنوى، فإنه غير معتاد أن يصادق منافسيه!

مشكلة (عامر) ليست في النظارة، فـ(سامر) شخص لبق وصديق حقيقي على الرغم أن نظارته أشد تقعيرا.. لو أردت رأيي فالمشكلة عن (عامر) في كل شيء وليست النظارة فحسب..

* * *

بقى الذى يقف تحت الشجره منتظرا التى تقف تحت الشجرة.. إنها الرومانسية إذن!

هو فتى طويل هزيل كالعادة..من النوع الهش الرقيق الذى يشعرك أن أنفاسك كفيله بقتله..

عندما تمر بجانبه ـ من تحت الشجرة ـ فلا تحاول أن تلقى سلاما أو ما شابه.. الرجل يضع سماعات الأذن ويفضل السباحة في حمام وردى من الأحلام..قد تتوقع ـ عندما تمر من جانبه ـ أن يتناهى إلى مسامعك صوت فيروز << حبيتك بالصيف حبيتك بالشتا.. نظرتك بالصيف نطرتك بالشتا..>> لكن المفاجأة الحقيقية عندما تلتقط أذنك الصوت المزعج لمغنى إجرامى من الزنوج يشعرك أنه فى عراك مع المستمعين.. تتعجب: هل هذا هو ذات الفتى الذى كنت أخشى عليه من أنفاسي :D ؟

أما عن التى تقف تحت الشجرة منتظرة الذى يقف تحت الشجرة، فلا بد أنك خمنت الصورة الصحيحة..!

**********************

حسنا..إنها محاضرتك الأولى بعد عشر دقائق، ولا بد أن يكون لها ذكرى خاصة بالتأكيد.. ولكن هذه قصة أخرى :) !





2007/09/03

من أفضل ما شاهدته هذا العام .. فيلم الثلاث100


القصة ليست بالجديدة ..
فهي مأخوذة عن إحدى كتب القصص المصورة الشهيرة (كوميكس بوك) .. مثل (باتمان) و (سبايدر مان) و غيرها .. بالإضافة إلى وجود فيلم حمل نفس الاسم و قد صور في الستينات .. و لا أظن أن أحداً منا كان موجوداً وقتها ..
مالجديد إذاً ؟! ..الجديد هنا أن الفيلم قد استفاد من كل تقنيات القرن الواحد و العشرين الهوليودية في فن الإخراج .. و أول ما ستلمحه كعنصر جديد هو ألوان الخلفية و التي تعطي انطباعاً متقناً بزمان الأحداث .. لكن العجيب هنا أنه لم يتم استخدام أي مواقع تصوير حقيقية أو طبيعية لتصوير هذا المشاهد ! .. فبخلاف ثلاثية (سيد الخواتم) و الذي اضطر طاقم الفيلم بكامله أن يحزم أمتعته لنيوزلندا كي يستغل طبيعة هذه الأرض من أجل مشاهدها .. اكتفى فيلم الثلاث100 باستخدام تقنية اللاقط الحركي و هم جالسون في مكانهم حيث استديو التصوير .. فلم يكن هنالك شيء حقيقي سوى الممثلين مع أزيائهم .. أم الخلفية فكانت عبارة عن جدران خضراء أو زرقاء فقط .. من ثم تم دمج الخلفية الطبيعية بها لاحقاً عن طريق المونتاج .
و الجديد أيضاً أن الفيلم لم يكن بحاجة للاستعانة بأسماء شهيرة كي يجذب الأنظار إليه .. فنرى هنا أن اختيار المغمور (جيرارد بتلر) - و الذي اكتفى بأدوار ثانوية أو بطولة ثانية في أفلام سابقة قليلة – كان أفضل صفقة للفيلم .. ابتداءً من بنيته الجسدية المهيبة و مروراً بصوته الجهوري و انتهاءً بأدائه الرائع لدور الملك (ليونايدوس) و الذي يجعله لا يقل براعة عن (دينزل واشنطن) في تقمصاته البارعة ..
رغم كثرة مشاهد الدماء في الفيلم .. و الذي يعد أمراً طبيعياً بما أننا نتحدث عن ملحمة تاريخية .. لكن تجسيد الدماء هنا لم تكن مثيرة للتقزز بقدر أنها كانت باعثة للإثارة و رفع معدل الأدرينالين في جسد المشاهد .. فتلاحظ كأنها قطع صلبة دقيقة عندما تتطاير أمام الشاشة ..
نأتي إلى القصة و التي من خلالها أقيم جودة العمل من عدمه ..أفضل ما في القصة - من رأيي – هي فكرة أول جيش رسمي بمعنى جيش في التاريخ .. و يتأكد ذلك المعنى في مشهد المقارنة التي أجراها الملك (ليونايدوس) بين جيشه القليل العدد و جيش (الآكاديين) و الذي جاء بهدف الدعم .. فنجد أن الجيش الأخير عبارة عن مجموعة من المتطوعين .. منهم المزارع و الحرفي .. أو حتى العبيد كما في الجيش الفارسي رغم كثرتهم التي تهز الأرض .. أي أنهم يخوضون الحرب فقط لأنهم مجبورن عليها .. في حين نجد جيش (ليونايدوس) الاسبراطي هو الجيش الوحيد الذي يتكون من جنود خلقوا ليقاتلوا .. يتكسبون عيشهم عن طريق القتال وحسب ..
كي أعتبر الفيلم جيداً فلابد من بعض المأخذ عليه .. هناك بعض المعاني التي نختلف معها جميعاً لو قارناها بتاريخنا الاسلامي المشرف .. فنجد مثلاً أن الجيش الاسباراطي رغم أنه صاحب الحق إلا أنه كان يحث على عدم الاحتفاظ بالأسرى أو ترك العزل .. و إنما كان هدفهم من الحرب هو القتل و القتل بلا رحمة .. بالإضافة إلى بعض المشاهد الاباحية التي كان الفيلم رائعاً بعدمها ..من ناحية الضجة السياسية التي أثارها الفيلم .. فمهما علمنا أن الهدف من الفيلم هو ابداعي أولاً.. لكننا لن ننكر أنها في النهاية صنعت لتخدم مصالح منتجيها .. فمالذي جعلهم يفكرون باصدار الفيلم في الوقت الذي تصاعدت أزمة التوتر السياسية بين امريكا (و المتمثلة بالجيش الاسبراطي المدافع عن حقه) و ايران (المتمثلة بالجيش الفارسي الغازي الغاشم) .. و كأنهم يوجهون رسالة لا شعورية أن التاريخ يعيد نفسه و علينا جميعا الوقوف ضدهم .. فالفيلم أيضاً يدعم مبدأ أن الحرب أولى من النقاش السياسي المسالم ..
في النهاية .. أجد الفيلم متكامل الأركان من الناحية السينمائية .. من التصوير و الموسيقى و المشاهد و القصة و السيناريو .. فالسيناريو ببراعته يرغم المشاهد على التعاطف مع أبطاله بكل ذرة من كيانه في كل دقيقة ..